(الريشة) ليست على رأسي فلماذا إذاً أتحسسه؟ هكذا علمت نفسي فأضحت لا تهزها الأصوات المرجفة. ولكنه زمن الوشايا يا صديقي.. زمن الماكرين والغادرين.. زمن التهديد باسم النظام والغدر باسم النظام.. والتمادي في الجور باسم النظام.. زمن الأدعياء.. أدعياء (المصلحة العامة) التي ضيعت حقوق العامة. هل لا زلت ثابتاً يا صاحب (الريشة) والرأس الخالي حتى من الشعر؟ نعم أيها المدنسون للقيم.. لا زال ثوبي أبيض إلا من من نقطة سوداء لحقت به حين خالطتكم.. وهل ينجو الثوب الأبيض في الزمن الأسود؟ ضحكت كثيراً حين نصبتم أنفسكم قضاة لحق لا تعرفونه.. وإنما هو باطل يغلف حياتكم الخالية من الفضيلة.. كالغربان تلتفون حول موائد الجيف.. تنعقون في نشوة بانتصار يناسب ذوقكم الأسود. هذه الحمائم الجميلة لا بد لها أن تعيش الحرية لتدرك قيمة العطاء في الحياة.. لا بد أن يقدم لها الغذاء دون حبس كما يفعل هؤلاء القوم الذين تتشبهون بهم في باطلهم وتتركون الخير الذي هم عليه ويقيم مصالحهم.. إنها ثقافة الحبس و(الرأي الواحد) تظل تكسو هذه العطاءات المحملة بـ(الشقاء).. تستعرضون بها بلا مناسبة.. تدعون المبصرين لغزل في (عين عوراء). هل تأملتم ذلك الذي رضع (الفضيلة) في بيت أمه فأضحى يصلي الفجر في وقته ومكانه؟.. هل شاهدتموه وهو يقدم الطعام لتلك العصافير في فناء بلا أقفاص.. يشتري لها البذور لتأتي وتتناولها وتزقزق وتغني ثم ترحل وتعود ثانية تبحث عن ذلك الحب؟ اسألوا تلك العصافير التي حبستموها عن شعور الانعتاق الذي يعيشونه خارج تلك الأقفاص التي وضعتوهم بها.. فأقسموا ألا يعودوا إليها إن بقيتم تديرون الحديقة. إنهم معيار النجاح والفشل لمن يفهم.. فهل لمن يعيش لنفسه ولزمرته ولا يشعر بمعاناة الآخرين أن يعي أو أن يفهم؟.