|


د.تركي العواد
ألف فتح وفتح
2013-04-17

نعتذر منك لأننا لم نستوعبك .. لم نقدرك حق قدرك. جزمنا بأنك ستسقط ولن تستطيع الركض بعيدا. ولكنك لم تقع بل ضاعفت سرعتك ووسعت الفارق بينك وبين الجميع. نظرنا إليك وأنت تحقق بطولة الدوري فوضعنا أيدينا على رؤوسنا غير مصدقين لما نراها أمامنا، فما حققته شيء لا يصدق ومن حقنا ألا نستوعبه. الفتح قصة من قصص ألف ليلة وليلة، جمالها في غرابتها وصعوبة تصديقها. لو قال لي أحد قبل بداية الموسم إن الفتح سيحقق الدوري لشككت في قدراته العقيلة ولابتعدت عنه خطوتين ثم اتصلت على أقرب مستشفيات الصحة النفسية. فعلها الفتح بشكل ممتع، رائع، لا دخل للحظ فيما فعله الفتح. فعلها بطريقة جديدة تحاكي المدارس الأوروبية الحديثة. ما ميز الفتح هذا الموسم وجعله يحقق الدوري مبكرا هو الأسلوب السريع الذي انتهجه مدربه المبدع فتحي الجبال. فلم أر من قبل فريقاً سعوديا يصل لمرمى الخصم بهده السرعة وبهذا العدد القليل من التمريرات. عرف الفتح كيف يصل لمرمى الخصم بأقصر الطرق بينما انشغل الآخرون باللف والدوران ولمس الكرة عشرات المرات قبل أن يفكروا في التمرير. قد يساهم نموذج الفتح في تغيير الأسلوب الذي تلعب به الأندية السعودية وبالتالي المنتخب. فالكرة السعودية ولعقود افتقدت للأداء الجماعي والسرعة في اللعب. الاعتماد على المهارة الفردية كان مقبولا في أزمنة غابرة ولكنه اليوم غير مقبول بعد أن أصبحت كرة القدم أسرع، أقوى وأكثر جماعية. إذا بقيت الأندية السعودية في عشوائيتها وبقي فكر "اطردوه" لكل مدرب ولاعب أجنبي فسيسيطر الفتح على البطولات المحلية ولسنوات طويلة. سيبقى الفتح على قمة الكرة السعودية ما دام لاعبو الأندية الأخرى يدورون في فلك التذبذب. يلعبون مباراة ويغيبون مباريات. يبدعون شوطاً ويختفون أشواطاً . فالفتح رغم أنه قصة لا تصدق إلا أنه واقع لن يؤثر فيه ضعف استيعابنا.