أسديت نصحي للأمير عبدالرحمن بن مساعد قبل بضعة أشهر أن يستقيل ، وأن يكتفي بما أنجز ، وبما اجتهد . والاستقالة ليست عيبا ، ولا نقيصة . فالهلال لا يمكن أن يظل في هذا التراجع إلى ما لا نهاية دون تغيير ، ولا يمكن أن يصبح يتيما حينما يرحل عنه اﻷمير ، والملايين من الناس في هذا البلد تحيط بالهلال على مدار الساعة ، وتعتبره جزءا من تفاصيل حياتها اليومية ، وجزء مهم من ثقافتها ، وأناقته الخاصة . واليوم أكرر نصحي لسموه مرة أخرى ، وما نصح المحب إلا حقيقة قبل ضحى الغد ، كيلا يخسر الهلال المزيد ، وكيلا يخسر اﻷمير والشاعر والرئيس المزيد أيضا دون أن يشعر بحجم الخسارة ، خصوصا وأن من حوله قد لا يقولون له أكثر من جملة( أمرك طال عمرك) ،(وأبشر ) ، (وسم ) ، (وحاضر ) ، (ولا لك لوا) . فالهلال خسر هذا الموسم هيبته ، وخسر حضوره الخاص ، وخسر هويته اﻷدائية ، وخسر ثقله التنافسي ، ثم خسر الدوري ، وحقق كأس ولي العهد بالتخصص ، وقد يخسر ما يلي الدوري ، و يخسر الآسيوية ، وأضحى يبحث عن أسامة المولد ومسعد ومعتز وزيد وعبيد وهو الذي لا يغامر دوما إلا في شرف مروم ، ولا يقنع بما دون النجوم . والهلال أيضا لم يكن في يوم ما طرفا في (لغوصة) إعلامية بهذا المستوى حول لاعب لا يستحق القميص اﻷزرق لكنه أصبح البوم كذلك ، ولا بهذا التخبط المتسارع والفرط اللغوي الذي لا مبرر له كل ليلة مع كل شاردة وواردة لكنه أيضا أصبح اليوم كذلك ، وسقى الله أيام سامي الحابر خيرا حينما كان عضوا ومدير كرة ومفاوضا يعرف كيف يبدأ التفاصيل و متى يتمها دون لغط ومع من وحول من . لذلك إن استقلت يا سمو اﻷمير فقد فعلت بنفسك والهلال خيرا . وإن لم تفعل فالهلال سيكون في وضعه الذي هو عليه الآن حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا . فالتفكير في أسامة المولد بعد محمد مسعد دليل على أن كل شيء في الهلال لا يقل ألما عما يحدث في الاتحاد والفرق فقط في براويز الصور .