شبابنا فخر سعادتنا وفلذة أكبادنا وأعز ما نملك، تتجلى فيهم روح الرجولة والكرم وعمق الصلة والمحبة والترابط ليعكسوا صورة حقيقية مصغرة لما نلمسه ونراه من قيادتنا الغالية من الترابط بين القيادة والشعب وتكرس التلاحم الوطني بأشكاله الجميلة ويصعب أن تجد شعباً في العالم ألطف من شعب المملكة وشبابها وبالذات في المواقف الإنسانية يفكر بمن حوله ويضحي من أجل سعادة شعب مسلم، ولكن عندما يكون الموقف من شباب في المرحلة الثانوية وهي المرحلة الأهم في حياة الشاب ويتصرف بحكمة ودراية وبسرعة بديهة هذا ما نتنماه من شبابنا وفي شبابنا عودة الحس القديم الذي نسمعه في أجدادنا ومواقف في تاريخنا الإسلامي، وما شدني هو التصرف المثالي النبيل من طلاب المدارس المتقدمة الأهلية بمدينة الرياض بحي العقيق عندما علموا بوفاة زميلهم في المدرسة الطالب عبدالله بن أحمد المبارك بالصف الثالث الثانوي طبيعي الذي وافته المنية مع أخيه محمد وأربعة من أقربائه في الطريق لحريملاء يوم الجمعة المنصرم تحركوا في جماعات مع معلميهم للصلاة عليه في حريملاء حيث دفن بعد ذلك في القرينة، ثم تتوالى المواقف الإنسانية الجميلة مع عائلته ووالدته التي فقدت زوجها في حادث لم يتجاوز ثماني سنوات مضت وبعد ذلك اثنين من أبنائها في حادث مماثل (رحمهم الله جميعاً) عندما قاموا بالتواصل مع عائلته مع مدير مدرستهم المربي الفاضل الأستاذ خالد بن صالح الغامدي وقرابة مائتي طالب وعدد من المعلمين بتقديم العزاء لعائلته في منزلهم الكائن بحي الياسمين، ثم تقوم المدرسة برغبة من الطلاب حسب ما ذكر لي مدير المدرسة بفتح حساب لجمع التبرعات للطالب بالمدرسة للقيام بعمل خيري له، وقد تم بالفعل التنسيق مع شركة إعمار لبناء مسجد له، كما قام خمسة من زملائه بأداء العمرة يوم الإثنين الماضي وسيعودون صباح اليوم الأربعاء (إن شاء الله)، كما تم تأمين برادة ماء في المدرسة صدقة تحمل اسمه، ويجري العمل على إعداد (cd) يحوي جميع شروط الجامعات السعودية لطباعة عدد ألفي نسخة توزع على طلاب الثالث الثانوي بمدينة الرياض للاستئناس بها عند تحديد رغبات الجامعة واستكمالا لأعمال الخير ولتبرئة ذمة الطالب تم إعفاؤه من جميع الرسوم المتأخرة والمستحقة عليه من قبل المشرف العام على المدارس المتقدمة الدكتور عبد الرحمن بن سعد الحقباني، وذكر مدير المدرسة الأستاذ خالد الغامدي أنه قد تم رفض التبرعات من خارج المدرسة، وأن زملاءه أولى بالتبرع له ومن المتوقع أن تصل التبرعات إلى مبلغ يفوق الـ150 ألف ريال وأكثر.. نشكر لأبنائنا هذا الموقف الإنساني الجميل الوفي، راجين الله أن يجعل ما قدموه في ميزان حسناتهم، وأن يتغمده وموتى المسلمين بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم والدته وأهله الصبر والسلوان، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).وأسأل الله أن يمن على بلدنا وشبابنا بالأمن والأمان، وعلى والدنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني بالصحة والعافية والعز والتمكين، إنه سميع مجيب. بقي أن أذكركم بأن والدي يعاني من المرض ويرقد على السرير الأبيض في المستشفى يحتاج دعواتكم فلا تنسوه.. وفقكم الله.