ستودع مكة المكرمة (حرسها الله) الجارين التعيسين إلى مالا نهاية، وأعني بذلك الندوة القديمة وفريق نادي الوحدة. فالندوة التي كانت مدرسة إعلامية كبرى قبل أن تضعف وتتدهور وتتوقف عن الصدور تغير اسمها اليوم إلى مكة المكرمة وستصدر من مدينة جدة بعد بضعة أشهر وربما أسابيع قليلة جدا . وفريق الوحدة لكرة القدم سيلحق بها، وسيتتقل إلى مدينة جدة بعدما هبط وذاق الأمرين وفشلت محاولات إنقاذه، وسيجاور اﻷهلي والاتحاد والربيع،وسيصبح لون قمصان لاعبيه بحرياً أو برتقالياً كما أتصور، على اعتبار أن اللون اﻷحمر واﻷبيض سيكون من الماضي مع الخصخصة وتراكم المديونيات . ووسط هذه التحولات الجغرافية الجديدة للجارين التعيسين ربما تتغير اﻷحوال والنتائج وتصبح جريدة مكة المكرمة هي اﻷقوى واﻷسرع واﻷعلى ربحية ، وفريق الوحدة بطل الدور والكأسين وعالمي، فكل شيء في هذا العالم أصبح ممكنا وقابلاً للتصديق، والدليل الفتح بميزانية تعادل قيمة عقد لاعب كرة متوسط الأداء حقق الدوري. أما الجمهور فسيكون بالخيارين، حيث إما أن يعتبر مسألة الانتقال والتغيير الجغرافي طبيعيا وأنه مثلما يتسوق ويتنزه ويستطبب في جدة عليه أن يكمل ما تبقى( كرة وجريدة) من جدة أيضا وما على المحسنين من سبيل، وإما أن يشجع فريق نادي حراء، وحراء لامحالة سيكون قريبا في دوري الكبار عطفا على مخرجاته ونتائجه وتطوره ونمو أذرعته الاستثمارية ومعسكراته اﻷوروبية التي لايقدرعليها إلا الهلال والاتحاد والشباب واﻷهلي والنصر. وانتقال فريق الوحدة لكرة القدم فقط إلى مدينة جدة مع بقاء بقية اﻷلعاب اﻷخرى في مقر بالتنعيم فكرة جيدة وقرار جيد، كون الانتقال سيخلق مناخا مريحا لمسؤولي تطوير ملف كرة القدم نحو توفير مدرب عالمي ولاعبين عالميين وقوة منافسة جديدة مع اﻷهلي والاتحاد، كما سيعطي فرصة واسعة أيضا للراغبين في خدمة النادي من التنافس على العمل ﻹدارة اﻷلعاب اﻷخرى ودعمها ماديا ومعنويا وتحقيق نتائج عالية بعيدا عن الصعوبات التي كانت تواجهها حينما كان فريق كرة القدم في مكة المكرمة، كما أن اأكاديمية ستكون في التنعيم لاستقطاب المواهب ودعم الفريق في جدة . لهذا ربما تكون جدة فعلا فرجا للجارين، أو كما يقال دوما جدة أم الرخاء بعد الشدة.