عندما أعلن الدكتور حافظ المدلج عن انسحابه في السباق الانتخابي الآسيوي قبل بدء التصويت بساعات قليلة، وقتها كان هذا الانسحاب قد أعطى مؤشرا واضحا وقويا لسقوط وفشل وهشاشة موقف يوسف السركال، وبالتالي (فقدان) الدكتور حافظ لمنصب نائب الرئيس الذي وعد السركال بمنحه للدكتور المدلج ثمناً لانسحابه من سباق الترشح تاركاً الفرصة للسركال نحو فرص ترشيحية أقوى، لكن الدكتور حافظ استشعر موقف السركال الضعيف وبالتالي بادر بالانسحاب بتوقيت احترافي وذكي تاركاً السركال في مواجهة المرشح البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، وبالتالي فإن (انسحاب) المرشح السعودي حسب تحليل وقراءة الدكتور المدلج (أهون) من الحصول على أصوات قليلة جدا لا تليق بقيمة المملكة العربية السعودية وثقلها الإسلامي والسياسي والاقتصادي والرياضي، فالانسحاب، لم يكن هو الخيار الوحيد المتوفر، بل كان الخيار (الأنسب)، عن نفسي لا أذهب مع كل الذين وصفوا ترشح الدكتور المدلج بأنه (مغامرة) أو (مجازفة) لأن مثل هذا (الاستحقاق) الانتخابي يعتمد على الخبرة والتجربة والذكاء والعلاقات وحجم التأثير والاحترافية العالية ومهارات اللعبة وهي الأدوات التي لم تكن متوفرة إلا في شخصية و(كاريزما) الشيخ أحمد الفهد الصباح رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، رجل التحدي والنزالات الشرسة، المملوء بالثقة والابتسامات التي كان يوزعها خلال هذه (المعركة) الانتخابية، وهي ابتسامات القائد الواثق والمحنك، والرياضي الذي يتقن مهارات صنع الأصوات الانتخابية وفي الاتجاه الذي يريد ويرغب. في نفس السياق (بصراحة) لم يكن يهمنا نجاح أو فوز الشيخ سلمان بن إبراهيم، بقدر ما كان يهمنا نجاح وفوز يوسف السركال كي نكسب بنجاحه (حسب وعده) مقعد (نائب الرئيس) الذي كان سيذهب (دايركت) للمرشح السعودي الدكتور حافظ المدلج الذي انسحب أملاً في اتساع دائرة وفرصة فوز السركال بكرسي الاتحاد الآسيوي، ليكسب المدلج مقعد نائب الرئيس، لكن الإرهاصات والتسريبات التي كانت تدور داخل فندق المندرين كانت توحي وبشكل قوي جدا بهشاشة وضعف موقف السركال، الأمر الذي سيفقد فيه الدكتور المدلج مقعد نائب الرئيس. في سياق آخر لا أستبعد وهذا (سوء ظن) مني ومجرد (احتمال) أن تكون ورقة الترشح للصوت السعودي التي دفع بها الكابتن القدير أحمد عيد داخل الصندوق كانت تحمل اسم المرشح البحريني سعادة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة بعد أن وضح موقف السركال الضعيف (وهذا احتمال) وارد.. وقد جاء نجاح الشيخ سلمان مفرحاً. لكن المفرح أكثر لدى الجماهير الرياضية السعودية هو سقوط السركال الذي شتم الحكم الدولي السعودي خليل جلال ونصحه ببيع الفجل في بيشة، معتقداً السركال أن ذاكرة الجماهير الرياضية السعودية (مخرومة) و(ضعيفة) إلى هذه الدرجة، ومن هنا فإن الصوت السعودي الذي دفع به أحمد عيد داخل الصندوق ويحمل اسم (سلمان بن إبراهيم) هو أقل عقاب يمكن أن تعاقب به جماهير الكرة السعودية مسؤولا آسيويا اسمه السركال كان قد شتم حكماً سعودياً دون مبرر باستخدام (الفجل) حتى لو اعتذر السركال للجماهير الرياضية السعودية مليون مرة.. ذلك أن الوصول للمواقع القيادية الكروية الآسيوية لا تأتي بـ(الشتائم) و(الفجل) وتوزيع الاتهامات والتقليل من الآخرين، بقي أن أقول إن هناك مكاسب ودروس مستفادة لابد أن تكون محل اهتمام الدكتور المدلج ستزيده تحدياً وإصراراً لاستحقاقات آسيوية مقبلة.