لماذا نقول لكل من يسبح في الخيال بأنه حالم أو (رومانسي).. ونحن هنا في هذا المقام نضع (القبعة السوداء) كوننا نرى في هذا الاتجاه جانباً سلبياً يؤثر على العطاء؟.. ترى هل كل الرومانسيين يحلقون بعيداً عن واقعهم؟.. أحسب أن في الأمر نظر.. ووجهة نظري تقول إن الحالمين الرومانسيين هم أقرب الناس إلى فهم الواقع بعمق والتعامل معه بحكمة.. هم بالفعل حكماء ولا يمكن أن نضمهم إلى (زمرة) المجانين حتى وإن وجدناهم يمارسون طقوساً من الجنون.. إنها أقصى درجات الحكمة يتجلى فيها الإيثار وإنكار الذات.. إذاً.. خذوا الحكمة من أفواه (الرومانسيين).. من قال هذا قبلي؟.. لست محيطاً بكل ما يقال ولكنني أجزم أن هناك من قال كلاماً مشابهاً لهذا.. ربما في مجتمع مختلف عن هذا الذي بات يُقدم فيه الشكليون الغارقون في التقليدية.. المتلبسون بالمحسوبية.. العاشقون للشللية.. أمامهم إياك أن تحلق بعيداً لتقدم شيئاً مفيداً فستراهم يمسكون بك ويسحبونك ليسلموك إلى فضائهم الضيق الخالي من الابداع.. هذا النوع من الإمتاع الذي تمارسه يغيظهم لأنهم مفلسون، ومع ذلك يريدون كل شيء أن يكون لهم وإذا ما فشلوا سعوا على أن يكون لهم نصيب (الخرتيت) من الغنيمة.. إنها النظرة الأحادية.. إنه زهو (القرن).. قرن واحد فقط.. أنا ومن بعدي الطوفان.. وليتهم يكتفون بل ويحبون أن يحمدوا على تلك الأعمال الضعيفة التي يقدمونها، ولو أنك أحصيت ما قدموا لوجدته هباءً منثوراً.. والدليل أنه غالباً ما يتمخض عن لوحات دعائية وشعارات شكلية تنادي بـ (الجودة).. ألم تروها معلقة في مداخل كثير من الجهات الحكومية؟.. الجودة يا سادة يصنعها الحب.. لن ينجح إلا المحبون العاشقون للعمل المستمتعون به.. أما أولئك الذين يستنسخون أعمالهم ويعيدون نشرها من جديد يقدمونها لـ (مغفل) جديد ـ وما أكثر المغفلين ـ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصنعوا جديداً.. والمشكلة أنهم يعودون في كل مرة لتكرار أخطائهم القديمة.. ومع ذلك يبقى هؤلاء ويصلون إلى المناصب لأنهم مطيعون يطأطئون رؤوسهم لرؤوسهم.. يستجدونهم بألا يحرمونهم مما هم عليه من نعيم مقيم لا يتغير.. ولا شيء يتغير طالما أن الرأس ما زالت تطأطئ.. وتسألني عن الموضوعية فأقول لك ستجدها عند الرومانسيين.. لأنهم لا بحفلون بالأرقام.. ولا يعدون (كل مدردم باذنجان).. ماذا دهاني؟.. أبداً.. أريد أن يكون كل شيء (على ما يرام) ولكي يتم ذلك لا بد أن يكون الاختيار قائماً على التصويت.. تماماً كما اختير (أحمد عيد).. سابقة جديدة لا نراها إلا في كرة القدم، حيث الجدارة والموهبة هما من تحددان اللاعبين.. وهل غيرهم من يحقق الانجاز.. أريد ذلك في الأجهزة الحكومية.. لا تختاروا (حسب الله) لأنه يحظى بدعم كبير من (فرقته) وتتركوا (محمود) لأنه (مقرود) يفكر في مصلحة الشعب ويعد نفسه منهم.. واذا ما فعلتم فهو الغدر والطعن في الظهر.. صدقوني ستقتلوا (الشعب) ولن تقتلوا (المقرود) لأنه عند أمه (غزال) وستدعو بأن ينصره الله عليكم.. ويختار له طريق الخير.. ربما رأيتموه بعدها سابحاً يغني للأحلام التي يحملها وهو غارق في الشجن والمصالحة مع النفس.. يعاتب معشوقه الذي تعلق به من أول نظرة، وعاش وفياً له فجفاه: لا يزيد أكثر.. أنا (عييت) ما نصبر.. ولا نويت تغدر قولها.. وهنيني... (وخا) تكذب علي.. تشمت العدا فيّا.. وقتي معك ضايع.. لا يزيد أكثر