اختلط الفرح بالأحزان والابتسامات بالدموع في يوم تتويج “مانشستريونايتد” باللقب العشرين ووداع “السير أليكس فيرجسون” بعد سبعة وعشرين موسماً حقق فيها ثمانية وثلاثين لقباً، ليصبح أسطورة الأساطير بإجماع النقاد والرياضيين حيث لازالت وسائل الإعلام تتحدث بمزيج من الفخر والرثاء عن مدرب مختلف يراه الجميع معلماً للجميع. “علمنا فيرجسون” مفهوم الإرادة والتخطيط للوصول إلى الأهداف البعيدة شبه المستحيلة، ولتأكيد ذلك عليكم البحث في الإنترنت عن تصريحه الأول حين تولى المهمة التدريبية وأعلن أن هدفه الإطاحة بالغريم “ليفربول” عن عرش الزعامة رغم أنه كان في قمة مستواه وسيطرته، بعد ست سنوات حقق السير لقب الدوري الأول وأتبعه باثني عشر لقباً آخر ليتزعم بعشرين لقباً ويودع وهو في قمة المجد. “علمنا فيرجسون” أن الفريق أهم من النجم حين تخلى عن أفضل النجوم بمجرد شعورهم أنهم أكبر من الفريق، وتكرر الأمر مع كين وستام وبيكام وغيرهم، والأجمل أن البطولات تأتي في الموسم التالي لمغادرة من يعتقد البعض أنه الفريق سيتدهور برحيله، ويتم ذلك بالاعتماد على الشباب والتجديد الدائم للدماء والإيمان بأن البقاء للمنظومة وليس للأفراد، علينا أن نطبق تلك السياسة في الإدارة التي لن تقف على رجل واحد مهما كبر أو تكبر، فالزمن يتغير ومتطلبات العصر تحتاج لشباب بمؤهلات مختلفة ولذلك أتمنى التخلي عن الحرس القديم وفتح المجال للفكر الجديد. “علمنا فيرقسون” ثقافة الفوز والخسارة فلم يعزف يوماً على جراح الخاسرين ولم يبك على اللبن المسكوب حين يخسر البطولات بأخطاء التحكيم الفادحة، ولعلي أكتفي بقصته المذهلة مع “مورينيو” مدرب “بورتو” البرتغالي آنذاك، حيث خرج اليونايتد من نصف نهائي دوري الأبطال بخطأ تحكيمي لم يحتسب هدفاً واضحاً سجله “سكولز”، وفوجئ مدرب الخصم بالمدرب العظيم يقف على باب غرفة الملابس يهنئه بالفوز ويدعوه للجلوس معه للاحتفاء بتأهل فريقه المغمور لنهائي البطولة الأهم، فبقيت تلك الذكرى يرددها “مورينيو” كأهم التي تعلمها من “فيرجسون”. تغريدة tweet: علمني فيرجسون شخصياً فن التعامل مع الناس بطريقته في الاحتفاء بالجميع والنظر إلى عيونهم حين يتحدث معهم وتذّكر أحداث خاصة تشعرهم بأنه يهتم لأمرهم، تلك التفاصيل الصغيرة لها دلالات كبيرة تعلمتها من المدرب والمربي العظيم الذي سيبقى في ذاكرتي إلى الأبد.. وعلى منصات التعلم نلتقي،،