|


د. سعود المصيبيح
تحديات للمستقبل
2013-05-30

في إحصائية ودراسة علمية للمركز الوطني للشباب في جامعة الملك سعود ظهر أن 83% من المجتمع السعودي أقل من 39 سنة وهذا يعني أن المجتمع شاب وأن علينا أن نبذل جهدا أكبر لمواكبة هذا الانفجار السكاني الكبير لأن هؤلاء الشباب يحتاجون إلى تعليم متقدم يتماشى مع الاقتصاد المعرفي والتطور الإلكتروني الذي يعيشه العالم. وبحمدالله وجد الشاب التعليم الجيد وحرص موحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ على نشر التعليم في كل قرية وهجرة وسهل وجبل ناهيك عن المدن مع بناء المدارس الحديثة والوصول في التعليم في كل مكان. وقد عرفت هذه الأمور من واقع ثلاثين حلقة تلفزيونية في برنامج جماهيري قمت بإعداده وتقديمه وقدم في القناة الأولى في مناسبة المؤية وشارك فيه رواد التعليم في بلادنا والذين عايشوا تلك الفترة مثل حمد الجاسر وعبدالكريم الجهيمان وعثمان الصالح وعبدالوهاب عبدالواسع ومحمد العميل ومحمد العطاس وعبدالرحمن الأنصاري وغيرهم فحصلنا على هذه النهضة التي نراها في ملايين المتعلمين والمتعلمات من أطباء ومهندسين ومعلمين وقضاة ومفكرين ومثقفين ومعظم المهن. وجاء الجيل الحالي بتحديات كثيرة تطلبت استشراف للمستقبل ومواكبة احتياجات الشباب من الجنسين فكانت النهضة التعليمية التي قادها الملك الفارس عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ بزيادة دعم التعليم والتوسع في توظيف الشباب والشابات للعمل في سلك التعليم مع ما يمثله ذلك من ضغط على الميزانية والإعلان عن مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم وزيادة عدد الجامعات والتوسع في القبول وكذلك أهم خطوة له ـ حفظه الله ـ كان في مشروع الملك عبدالله للإبتعاث الخارجي والذي يتوجه إلى إبتعاث خمسمئة ألف طالب وطالبة في مختلف دول العالم وفي مختلف التخصصات الهامة. بقي هنا الأخطر وهو المستقبل الغامض من حيث كثافة المخرجات وقلة فرص التوظيف وتزايد الضغوط الاقتصادية مما يصعب على الشاب الزواج وتكوين أسرة وتوفير المسكن المناسب فزادت نسبة العنوسة عند الجنسين ولا يظهر حلول جادة لهذه المشاكل ولهذا أرى أننا بحاجة لدراسات متعمقة لكل خططنا وبرامجنا تقوم بها جهات محايدة متخصصة مثل معهد الإدارة في الداخل أو مؤسسات علمية خارجية من اليابان أو ألمانيا أو سنغافورة لنأخذ الخبرة منهم لأن المشكلة أن لدى كل قطاع حساسية شديدة من النقد ويأخذ النقد على أنه تشفي أو تصيد الأخطاء ولنبدأ في التعليم فهل مخرجاتنا مطمئنة ونحن نرى الكثير من خريجي التعليم العام يحققون درجات متدنية في القياس ثم من يقيم مشروع تطوير التعليم وهل هو يسير في الاتجاه الصحيح؟ وماذا عن التوسع في الجامعات؟ وهل أثر على الكيف والنوعية؟ وهذه لا جدال فيها من واقع نتائج قياس أو مشروع الإبتعاث .إذاً نحن بحاجة للتقويم ومساعدة الشباب لاستيعابهم وتطوير مهاراتهم وتوفير فرص العمل خصوصا أن الأعداد هائلة والفرص قليلة، كما أن وزارة الشؤون الاجتماعية مطالبة باستحداث إدارة علمية موثوقة لتسهيل أمور الأسرة والزواج والاستقرار العائلي. كما أن التويتر والفيسبوك واليوتيوب وغيرها استقطبت الشباب وهذا حدث كبير ينبغي التصدي له ومواكبته لربط الشباب بوطنهم وتقوية اللحمة الوطنية وتطوير الأداء الإداري الذي يشجع على العمل والإنجاز ومواكبة التحديات العالمية الكبرى.