زرت أحد البنوك، فهالني الزحام الشديد وكثرة المراجعين، الأمر الذي يتطلب مزيدا من الرقابة والمتابعة من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي لتدريب الشباب السعودي واستقطاب المزيد منهم للعمل.فالملاحظ أن الهيئات الإدارية الجديدة استقطبت العديد من شباب البنوك حيث التدريب الجيد وتوفر ثقافة العمل من انضباط ودقة وحرص وإنتاجية، فأدى ذلك إلى نقص ملحوظ في موظفي البنوك وزيادة العمل مع توقف التوظيف من قبل البنوك رغبة في التوفير وكسب المزيد من الأرباح، فأصبح المراجع يعاني الأمرين من بطء العمل في البنوك، ماعدا كبار الشخصيات التي ترى البنوك في أرصدتهم المجمدة مايعينها على مزيد من الاستثمار والأرباح.إضافة إلى قلة الحوافز للشباب وكثافة العمل والضغوط الكثيرة لمزيد من الأداء دون تحقيق الحوافز المطلوبة والزيادات المناسبة والتدريب الداخلي أو الخارجي.وعندما جاء دوري سألت الموظف عن سبب الزحام فقال: هؤلاء يادكتور جاء بعضهم من أجل الحصول على قرض شخصي استهلاكي للسفر في الإجازة، فالضغوط العائلية أصعب من أن يرفضها رب العائلة، ومحاكاة الباقين من الأقارب والمعارف يتطلب السفر وإضفاء البهجة والسرور على أفراد الأسرة من أجل الاستمتاع بزيارة دول العالم وتحقيق متعة السفر والانطلاق الذي فشلت السياحة المحلية أن توفرها، حتى أشد المحافظين والمتشددين تراهم وقد أصبحوا يتسابقون على السفر لماليزيا وإندونيسيا وتركيا وأوروبا ودبي وغيرها على السفر لمكة المكرمة والمدينة المنورة وماجاورهما.ويبقى السؤال قائما: هل السفر مقبول بالقروض وتحميل الإنسان فوق طاقته؟ الإجابة في نظري: نعم مع الوضع الاقتصادي والمعيشي وحاجة الإنسان للترفيه، لكن المهم متابعة جشع ونهم واستغلال البنوك لهذا الوضع، وتوقيع المواطن المسكين على قروض بشروط صعبة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح التي فيها غبن وخداع واستغلال لجهل المقترض وعدم معرفته لشروط القروض وإشكالياتها.