|


د. سعود المصيبيح
في الصيف ضيعت الشباب
2013-06-23

بدأت العطلة الصيفية وبدأ معها انتظارنا وتوقعاتنا للبرامج التي أعدت لشغل أوقات الفراغ لدى الشباب .وحسب متابعاتي فإن برامج الشباب تتراجع عاما بعد عام وتبقى هذه الفئة العمرية الكبيرة (83بالمئة أقل من تسع وثلاثين عاما حسب إحصائيات المركز الوطني للشباب التابع لجامعة الملك سعود )دون الاهتمام المطلوب .ويعود ذلك إلى أسباب أهمها ضعف التنسيق بين الجهات المعنية للإعداد المسبق لبرامج الشباب فيما يملأ وقت فراغهم ويعود إليهم بالنفع فيأتي الصيف والبرامج غير معدة بشكل جيد وتأتي السرعة في الإعداد والارتجال في التخطيط دون برامج جيدة فاعلة .وأعود إلى التاريخ الجميل حيث برامج المراكز الصيفية قبل ثلاثين عاما حيث الحماس من النشء والشباب للانضمام إليها وحيث البرامج المنوعة من مسرح وثقافة ورياضة وفن تشكيلي ومسابقات ورحلات كانت محل ثقة الأهالي للطابع الوطني الموثوق به قبل أن تبدأ الأدلجة الفكرية الخطيرة وتسيطر على بعض فعاليات المراكز الصيفية وتكون وقودا لزرع الأفكار الهدامة في أذهان بعض النشء والشباب حتى انحرف بعضهم واعتنقوا أفكار التكفير والتفجير فتم الالتفات لهذه المراكز والوعي بخطورتها وتفاوت مستواها في السنوات الأخيرة لخوف المجتمع من بعض برامجها التي رأينا نتائجها عبر المنهج الخفي والإرهاب الذي أكتوت بناره بلادنا .ولكن قبل عدة سنوات نشط الدكتور عبدالله العبيد وزير التربية والتعليم السابق بتفعيل الأنشطة الطلابية الوطنية وتحت متابعته فشهدت حراكا وطنيا جميلا بمساندة نوابه الأمير خالد بن مشاري والدكتور سعيد المليص وعم حراك جميل في مختلف مناطق المملكة ومنها منطقة الرياض بجهود مديرها العام السابق الدكتور عبدالعزيز الدبيان . أما الآن فالأنشطة فيها هدوء ماعدا المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .وعموما أرى أن المسؤلية كبيرة على الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم وغيرها لوضع برامج متواكبة مع روح الشباب والتطور التقني والفكري الذي يشهده الشباب عبر التوسع الهائل في برامج التواصل الأجتماعي من واتس أب وتوتير وفيس بوك والذي أخذ من وقت الشباب الكثير وأسهم في زيادة جرعات المعرفة والمعلومات لديهم ولهذا فان البرامج التي تقدم لهم ينبغي أن تكون خارج الأسلوب التقليدي القديم .وتابعت في العام الماضي وهذا العام الموسم الصيفي لشركة عملاقة مثل أرامكو والذي رغم محدوديته إلا أنه يمكن تطويره .ونقل لي الشاب النشط في مجال التطوع والعمل الإنساني عبدالله الطياش أن هناك أقبالا كبيرا على هذا البرنامج . وليت شركات الاتصالات والبنوك والشركات التجارية الكبرى في مجال الأغذية وغيرها والشركات المساهمة الناجحة أن تقدم برامج المسؤولية الإجتماعية لشغل أوقات الفراغ لدى الشباب فليس لدى الكثير منهم إلا التجمع في الاستراحات والمقاهي والتجول في الشوارع لهذا زادت الانحرافات السلوكية لقلة البرامج التي تفيدهم وتشغل وقت فراغهم .