|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
لم هذا العقل يا صاحبي؟
2013-06-28

ما من مولود إلا ويولد على الفطرة.. ولكن هؤلاء (الأوصياء) يختارون له الضياع؛ يبحثون للعقل عن مرتع أوسع للهوى.. يوجهونه لـ (يشطح) فيمارس (الرفض) وينكر (المعروف)؟.. مظلوم هذا القلب.. يختار له العقل (الغوي) ما يشقيه.. يا صديقي الذي لطالما كنت تسعى لإقناعي بعدم إدراك الكافرين لما هم عليه من الضلال.. وبل وتزيد بأنهم يرون بصدق ما يدينون به من غير الله.. فيما أحاول أن أقنعك بأنهم يعلمون، وإنما أقعدهم الكبر والهوى عن التفكر والبحث، ومن ثم الانصياع لأمر الله الجلي الواضح. الله ـ يا صاحبي ـ عادل لا يظلم أحداً بل هو رحيم بعباده ولن يعذبهم على شيء إلا بعد أن يبعث إليهم بالنذير قال تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً).. وقد بين للناس ما يدخلهم الجنة وما يهوي بهم ـ والعياذ بالله ـ في النار، قال تعالى: (وهديناه النجدين)‍.. والآيات والأحاديث في هذا الشأن كثيرة، العقل الذي كُرم به الإنسان هو مدار التكليف الذي خُلق من أجله، به تقام الحجة عليه وإلا كان كالبهائم محدود الغاية.. محدود الوسيلة.. إنني أتفق معك بعدم معرفة كثير من هؤلاء الكافرين بأمور الاسلام.. فرائضه.. أحكامه.. الخ.. ولكني لا أوافقك في أنهم لا يدركون منافاة ما يعتقدونه ويمارسونه لمسلمات الخير والصلاح التي فطر الله الناس عليها. كلنا نعرف بأن معرفة المشكلة تحدد الوسيلة التي تعالجها.. إن الإنسان يا صديقي يمارس هذه العملية في كل شؤون حياته، فنراه يبدع في تشخيص المشكلة ليحيط بأبعادها من أجل توفير المتطلبات والوسائل التي تكفل حلها.. فهل هؤلاء الضالين لا يدركون مقدار ضلالهم؟.. هل ترى ينقصهم العقل لإدراك أنهم يسيرون في عكس تيار الخير والفضيلة؟ جرب واسألهم عن بعض ما يمارسونه من سلوك شاذ في التفكير والعمل، وستجدهم يقرون لك بأنهم مذنبون.. فلماذا حين يقدم إليهم هذا الدين القويم الذي يحمل لهم العلاج الشافي لكل أسقامهم في هذه الحياة لا يستجيبون؟‍ انه خيارهم ـ يا صاحبي ـ ركن بهم الى هذه الحلوة الخضرة.. آثروها على ذلك النعيم المقيم في تلك الدار التي (فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر). كثيرون هم الذين عاشوا حياة الشك خارج دائرة الإسلام.. تذكرت (مايكل) أخانا الشاب الأيرلندي الذي امتن الله عليه بدخول الإسلام قبل ثمان سنوات، كنت وقتها في (قلاسقو) وكان يحكي لي عن حالة الارتباك والتناقض التي عاشها في (النصرانية).. نسيت تفاصيل الكلام.. ولإن ذهبت إلى قلاسقو والتقيته فلن أسأله عن رحلة الظلام التي يكره تذكرها؛ بعد أن (جبها) برحلة النور (حاجاً) إلى بيت الله الحرام، ثم أكملها بالاقتران بشابة مسلمة من عائلة محافظة في فرحة غامرة رأيت نورها يشع من وجهه وتنساق من فمه حديثاً عذباً بــ (حلاوة) العفاف و(طلاوة) الهداية.. الحمد لله على نعمة الإسلام.