في مكان جميل في هذا العالم وسط وجوه مختلفة ولغات متعددة كانت لي رغبة بمشاهدة بعض مباريات كأس العالم للقارات حيث تواجدي في إجازة خاصة خارج المملكة.وكان ميسرا مشاهدتها في الفندق الذي أسكن فيه إلا أن وقت عرض المباريات لا أكون موجودا في الفندق فتحينت الفرصة لمشاهدتها وسط أحد المقاهي هناك . وفعلا كانت المشاهدة ممتعة في أن تكون في بلد أجنبي وتكون فيه غريب الشكل واللون واللسان فلم يكن لي إلا محاولة الحديث والاندماج في أجواء المباراة والحضور الموجود في المقهى .وبطبيعة الحال كان الحماس على أشده والناس منقسمون بين الفريقين فأبديت بعض الحماس مع الفريق الأكثر جمهورا وكان التشجيع والحماس جميلا ووديا .وهنا حاولت أن أسجل موقفا لوطني الغالي أمام هذا التجمع المختلف في كل شيء فبادرت بسؤال شخص بدا عليه تقبلي كأجنبي وأبدى بعض الترحيب عندما ابتسمت له وقلت هل تعرف كيف بدأت بطولة كأس القارات وماهو اسمها في السابق . قال لا أعرف قلت وهل تتوقع أن يعرف أحد هنا من الحضور قال ربما ولكنني أشك في ذلك . قلت في استراحة الشوطين أريد أن أخبرك فسألني عن بلدي فقلت له المملكة العربية السعودية فرحب بشكل جميل وقال أعرف أن هنا مجموعة ربما يهمهم معرفة ذلك . وبين الشوطين التقينا وكان معي جهاز الحاسوب وكنت قد جهزت بعض المقاطع من مباريات كأس الملك فهد للقارات وبعض الأهداف والفكرة ومراسيم الافتتاح فدهشوا كثيرا عندما عرضتها عليهم كيف لا يعرفون ذلك كما كانت دهشتهم أكبر عندما شاهدوا نجوم العالم يتنافسون في درة الملاعب وسط حضور جماهيري كبير عاشق للكرة ومتذوق لها ومستمتع بأجوائها . والأروع اللمسات الجميلة والأهداف الرائعة لبعض نجومنا الكبار الذين أهملوا وتم تناسيهم للأسف ثم فرحة الأمير الراحل فيصل بن فهد رحمه الله وهو يصفق لكل هدف سعودي جميل . وساد حوار جميل حول الفكرة وكيف أنها ناجحة وتشهد قبولا كبيرا كونها نخبة النخبة وتتم في وقت قصير والكل يريد أن يكون بطلا للقارات .وأخبرتهم أن الفكرة سعودية خالصة واسمها كأس الملك فهد للقارات . وبعدها خرجت مستمتعا بذلك اللقاء ومترحما على أمير الشباب الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز عليهما رحمة من الله ورضوانه وأسكنهما فسيح جناته حيث بعد النظر واتساع الأفق في ان يفكر الأمير فيصل بن فهد أن تكون كأس القارات منطلقة عالميا بين قارات العالم وأن تكون في أرضنا أرض العقيدة والتاريخ والحضارة أرض انطلاق هذه الفكرة الرائعة . وليتنا نحاول عبر جهود الأمير النبيل نواف بن فيصل مع رجالات الدولة الأوفياء ليعود مسمى البطولة مرتبطا بطريقة أو بأخرى بالمملكة العربية السعودية أو بأحد رجالاتها كونها صاحبة الحق التاريخي بالفكرة فكيف يتوه في عالم النسيان . وأعجبني ثناء جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ببطولة كأس القارات الأخيرة والمستوى الرائع الذي ظهرت به وعودة أسياد كرة القدم البرازيل إلى مركزهم الطبيعي بعد فوزهم في مباراة جميلة على منتخب أسبانيا .