وجدت مع ابنتي كتاب وصايا للكاتب القدير محمد الرطيان وطلبت استعارته منها لقراءته. وبعد أن انتهيت من قراءة الكتاب وجدت فيه الأسلوب الجميل والفكر العميق والطرح الهادف. فكاتب مبدع وموهوب مثل محمد الرطيان لابد أن يقدم لنا المفيد والممتع.وقد جاء الكتاب على شكل رسائل للشباب ويهديه محمد لأولاده وقراء الكتاب.وقد وضعه على شكل وصايا منوها بشخصيات نهج نهجها في كتابتهم الوصايا لأبنائهم وهم لقمان الحكيم وبركات الشريف وجاكسون بروان. وهم ثلاثة ينتمون إلى أعراق مختلفة، وأديان مختلفة،وولدوا في أزمنة وأماكن مختلفة .وبدأ وصيته الأولى بأهمية القراءة وأن الذي لا يقرأ لايرى الحياة بشكل جيد، فليكن هنالك كتاب جديد بجانب سريرك ينتظر قراءتك له .ثم يوصي بالابتسامة ويقول(ابتسم واستدرج عصافيرلكي تدخل قفصك الصدري واطلق سراحها بضحكة)، ويضيف (أشياء كثيرة من الممكن أن تمنحك الكثير دون أن تكلفك أي شيء، منها أن تبتسم في وجوه الناس).ويواصل الوصايا التي تحث على مكارم الأخلاق والاعتزاز بالنفس دون غرور أو تكبر، وعلى العدل والمحبة والجدية والمثابرة مع الحث على التعامل بإنسانية مع البشر، حيث يقول (ولاتكن عنصريا وتكرههم لاختلافهم عنك).ويستمر الرطيان على هذا النسق الجميل في الكتاب الذي طبع منه 24طبعة ومن إصدار مدارك للنشر ويقع في 123صفحة .وسألت ابنتي الطالبة الجامعية عن الكتاب فأبدت ارتياحها وإعجابها به وأنه مفيد جدا لمن هم في عمرها .وليس بغريب إبداع الرطيان فهو كاتب وروائي ومميز في أطروحاته .وقد تم اختياره في استفتاء صحفي كأحد أكثر الكتاب جماهيرية في الوطن العربي .وورد اسمه ضمن قائمة مجلة فوربس العالمية لأكثر 100 شخصية عربية حضورا وتأثيرا في العالم العربي عام 2011.ولعلي أقترح على وزارة التربية والتعليم توزيع هذا الكتاب في مكتبات المدارس وأن يشجع الطلاب على قراءته والاستفادة منه لما حمله من قيم ومثل وأفكار جميلة. وأدعو كل أم وأب أن يكون الكتاب ضمن مكتبة المنزل ليستفيد منه الأولاد.