أيام جميلة وذكريات رائعة بقيت من الزمن الجميل عندما كنا نذهب في طفولتنا وبداية أيام المراهقة إلى أماكن الخيول بالقرب من ملعب الأمير فيصل بن فهد رحمه الله في حي الملز بالرياض .وهناك نركب الخيول ونستمتع بها ولكن بطريقة هادئة بسيطة خوفا من السقوط وارتفاع الخيول المعروف .وقد كان معنا من الزملاء آنذاك من يكون جريئا ويمتطي الحصان دون خوف وكأنه فارس لايشق له غبار رغم أنها المرة الأولى وهذا مرتبط بسن المراهقة ومايعتريها من جرأة وتهور .لكنها تظل أياما جميلة رائعة تتكرر في كل عيد في مدن المملكة باختلاف المكان والزمان بعد أن غزا الحيوان المسمى السيسي القصير هذا الميدان وهو نسخة قصيرة من الحصان .وتذكرت تلك الأيام عندما قرأت تصريحات للأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم يذكر فيها نية وزارة التربية والتعليم إدخال الفروسية في المدارس وفتح المجال للطلبة لتعلمها وأعجبني بعد نظر الوزير في إحياء هذه الرياضة الأصيلة التي ارتبطت في وجدان العرب بالإصالة والشهامة والقوة والنبل والشموخ والتي حققنا فيها عالميا نتائج مشرفة في الميدان العالمي . وقد يقول قائل وهل بقي على الوزارة إلا الفروسية ونحن نشاهد هذا المخرجات المتواضعة في التعليم العام وضعف مهارات الكثير من الطلبة، كما اتضح لنا ذلك في نتائج اختبارات القياس وانخفاض مستوى المعلم وشعور الأهالي بعبء التربية والتعليم وهذا مانلحظه عند بعض الطلبة من انتشار ظواهر المخدرات والحوادث المرورية والجريمة، وهي أمور لايتحملها التعليم فقط ولكن عند كل الأمم إصلاح المجتمع يبدأ من التعليم كما حدث في كوريا واليابان وسنغافورة وألمانيا وفنلندا وماليزيا وغيرها .قلت كون هناك بعض القصور لا يعني ألا ننظر إلى جوانب متطورة أخرى ومن ذلك رياضة الفروسية .وبطبيعة الحال هناك تكاليف على مثل هذا المشروع مثل العناية بالخيول ووجود من يرعاها ويعتني بها إلا إذا كان سموه الكريم يقصد أخذ الطلبة في إيام عطل الأسبوع والإجازات لأندية الفروسية ومراكز التدريب لتعليمهم الفروسية أو نشر مراكز تعليم الفروسية في بعض المدارس الكبرى المجهزة ومنها تخدم بقية المدارس والأحياء .لكن الأهم في نظري هو سرعة إدخال الرياضة في مدارس البنات لإدخال النشاط البدني وزيادة اللياقة الصحية لدى بناتنا ومحاربة الأمراض المنتشرة كالسمنة والسكر وغيرها .وهنا للأسف تقدم الوزارة بطيء في هذا المجال، كما أن مقاومة التغيير التي يقودها بعض المتشددين المتوغلين المؤدلجين في بعض مدارسنا ومؤسساتنا التربوية تعيق أي نشاط تطويري مثل تطوير المناهج ومدارس الأحياء والرياضة المدرسية للبنين التي تفتقد في غالبها للتجهيزات والتربية البدنية في مدارس البنات وحتى تعليم اللغة الإنجليزية المتاح لأبناء الميسورين في التعليم الأهلي يحرم منه الطلاب في المدارس الحكومية بالكثافة المطلوبة رغم أهمية ذلك .وأتذكر أن الوزارة عممت تعليم العرضة السعودية في المدارس في زمن سابق ولكن اختفى المشروع وماتت الفكرة.