لم يكن مستغرباً بالنسبة لي أن أشاهد بعضاً من منتجاتنا المعتبرة في (جلاسكو).. الجالية الباكستانية الكبيرة التي تعيش في أسكتلندا كما هو الحال في سائر الأرجاء البريطانية.. إضافة إلى الجالية العربية.. هذا المزيج الآسيوي الأفريقي المسلم أحضر التمور و(المعمول) و(الحلاوة الطحينية) إلى الديار البريطانية قبل أن أسمع من أحد الإخوة الأفغان المقيمين هناك منذ زمن طويل أن العنب السعودي موجود هو الآخر ويحظى بحفاوة في السوق. ولم أدخل في تفاصيل الخبر لأعرف ما إذا كان العنب (طايفي) أو (مديني) أو (تبوكي).. ولكل صنف كما تعلمون شكله ولونه وطعمه. (العنب) ألهب حماس صاحبنا ليقول لي بأسى: السوق (ماي براثر) تغرقه المنتجات الإسرائيلية.. أين أنتم؟.. قلت: تقصد المنتجات الزراعية؟ أجاب: نعم.. ثم أضاف: أرضكم واسعة.. بإمكانكم تحويل الصحراء إلى واحات خضراء. قلت: إننا نعاني من قلة الماء.. قال: البحر يحيط بكم من كل اتجاه.. تستطيعون أن تحلوا المياه.. قلت مستنداً على معلومة سمعتها من مصادر محلية: تحلية مياه البحر تكلف كثيراً.. ليست هناك جدوى اقتصادية من زراعة ما يحتاج إلى كمية كبيرة من المياه.. نستطيع أن ننافس في المنتجات الزراعية التي تتوفر المياه الجوفية في مناطق زراعتها، مثل التمور التي ننتجها بكميات كبيرة وجودة عالية، ونستطيع أن نغطي بهذا الإنتاج السوق المحلي رغم تزايد معدلات الطلب فيه إضافة إلى تصدير كميات كبيرة إلى الأسواق الخارجية. قال بثبات: ليس صحيحاً.. تحلية المياه لا تكلف كثيراً.. وأردف يستعرض حلولاً لتوفير الطاقة المستخدمة في تشغيل محطات التحلية: لديكم طاقة شمسية كبيرة ـ ولم يقل بترولية ـ بإمكانكم استغلالها في التحلية. وتوقفت هنا لا أدري مدى جدوى ما قاله الرجل.. وهل بالفعل ليست هناك مشكلة مياه.. وتذكرت أن لي قطعة أرض بعيدة عن العمران.. أي في حي (الطاقة الشمسية).. وبدأت أتخيل مشروعاً كبيراً يتحول فيه كثير من الباحثين عن الأعمال إلى فلاحين يزرعون ويأكلون ويتاجرون بما فضل.