سافرت مع صديق كان يحاول طوال الرحلة إخفاء جواز سفره عني بشكل مريب. عرفت انه خائف من شيء ما وبعد الضغط عليه اعترف انه لا يريدني ان ارى صورته في الجواز بحجة انها لا تعكس شكل وجهه الحقيقي. عندما رأيت الصورة وجدتها مطابقة تماما لوجهه. ايقنت وقتها ان الانسان لا يرى نفسه على حقيقتها مما يصعب عليه اكتشاف عيوبه. فعندما ينظر احدنا للمرآة ولا يعجبه ما يرى يظن ان المرآة مكسورة او غير نظيفة ولا يشك لحظة واحدة ان وجهه هو القبيح. في وسطنا الرياضي تنتشر هذه الظاهرة بشكل واضح. فلجنة الحكام لا تعتقد ان المشكلة في الحكم السعودي بل في الاعلام والأندية والجماهير. فالحكام السعوديون عند اللجنة لا يختلفون عن حكام أوروبا يخطئون ويصيبون ولكن تصيد (البعض )لأخطائهم هو ما يُكبر ويُحول تلك الاخطاء العادية لقضايا رأي عام. جمهور النصر لديه نفس المشكلة فهو يعتقد ان يدا خفيه دائما ما تمتد على رقم الحضور الجماهيري وتختلس من جماهير الشمس بضعة الاف. فثمانية الاف مشجع نصراوي في مباراة نجران رأتهم العيون الصفراء عشرين الفا او يزيد. ابراهيم هزازي لاعب الاتفاق الجديد ايضا يعاني من نفس المشكلة فهو إلى هذه الحظة يعتقد انه لاعب ملتزم ولا يخطئ على احد. فجماهير الاتحاد كانت تستفزه عندما كان في الاهلي. استغنى عنه الاهلي بسبب مشاكله فانتقل للاتحاد ليبدأ معه سلسة جديدة من المشاكل التي لم يتحملها الاتحاد فأبعده عن الفريق بعد أن أوسع لاعبي الفرق المنافسة رفسا ولكما وخربشة. والآن يتهم الجماهير باستفزازه (صدقتك يا ابو خليل). وليد عبدالله حارس نادي الشباب والمنتخب له نصيب من المرآة المكسورة, فهو الوحيد في الوسط الرياضي الذي يعتقد ان مستواه لم ينخفض وانه في كل موسم افضل من سابقه. ومهما حاولنا اقناعه بالصور والفيديو والأرقام بان مستواه في انخفاض فانه لن يقتنع. رمي المشاكل التي نعاني منها على جهات وعوامل خارجية لا يحل المشكلة ابدا لأنها تحولنا لضحايا مغلوبين على أمرنا. فوليد عبدالله لن يعود لمستواه مالم يعترف بانه يعاني من هبوط حاد في المستوى. وهزازي لن يترك المشاكل والإيقافات ما لم يتحكم في اعصابه ويبتعد عن إيذاء الاخرين. والحكم السعودي لن يتطور ما لم يعترف ان مستواه اقل بكثير من مستوى الكرة السعودية. اما جمهور النصر فلن يملأ المدرجات إلا اذا اقتنع ان المشكلة الحقيقية هي في حضور ثمانية آلاف مشجع فقط. بسرعة: - حارس النصر عبدالله العنزي كان نجم الجولة الثانية دون منازع, قلت مرارا وتكرارا انه الأقدر على حماية مرمى المنتخب. - وليد باخشوين تحمل الكثير في مباراة فريقه مع النصر, فالاهلي بحاجة لمحور ارتكاز آخر قادر على مساعدة الفريق ومساعدة باخشوين فهو بشر في نهاية المطاف. - كان ابراهيم صلاح لاعب العروبة الشيء الوحيد اللامع في ظلام مباراة العروبة والاتحاد. - سامي الجابر مرة اخرى يثبت تفوقه على ثلاثة عشر مدربا اجنبيا ويتصدر بفارق نقطتين عن اقرب منافس. - بالروح قد ينتصر الفريق ويحقق البطولات و لكن قلة الفلوس كفيلة بقتل الروح.