يقول عبدالناصر سلامة رئيس تحرير الأهرام إن الأدهى من نكسة المنتخب المصري أمام غانا أن يفاجأ المنتخب لأول مرة في تاريخه بمواطنين مصريين في صفوف مشجعي المنتخب المنافس وهي كما يرى ـ سلامة ـ طامة كبرى لم يكن يتوقعها ولم يكن يتمنى أن يحيا حتى يرى مثل هذا اليوم، واصفاً شماتة ما بعد الهزيمة التي عبر عنها البعض بمواقع التواصل الاجتماعي أنهم أمام كارثة حقيقة تفوق كارثة الهزيمة وهي أن الانتماء أصبح من الماضي وأن مصر لم تعد هي القضية. من جانبي لا أمانع ألا يرى البعض أي أهمية لخسارة منتخب بلادها لكن فوزه يجب أن يُعد أمراً إيجابياً ومفرحاً، ولا أمانع ألا تشجع المنتخب ولكن بشرط ألا تشجع ضده ولا أمانع ألا يعجبك عمل إدارته وجهازه الفني ولكن دون أن تعتدي عليهم بالقول والتحريض والتهم الرخيصة، ولا أمانع ان ترى في بعض أو كل العناصر أنها لا تستحق أن تمثل المنتخب ولكن بشرط أن تستطيع أن تقنع نفسك قبل غيرك أنك تملك قائمة بأسماء أخرى أفضل، ولا أمانع أن تفقد الثقة في إمكانية إصلاح حال المنتخب وعودته لتحقيق أي إنجاز جديد ولكن إذا فعلت ذلك مع ناديك المفضل الذي تغفر له كل كوارثه وتفاخر بدعمك له والتصاقك به أكثر وهو في محنته. وفيما كتبه رئيس تحرير الأهرام وتصدر جزء منه الصفحة الأولى ونشر المقال في الداخل على صفحة كاملة ظهر الفارق بين تناوله لموضوع كروي بذات التصور لما يجب أن تكون عليه حال الدولة المصرية بعد الثورة في كافه جوانب الحياة، وحين يتفضل بعض كتابنا الاجتماعيين ويتناولون موضوعاً مشابهاً، ففي حين رأى ـ سلامة ـ ارتباطاً بين حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي وما كان عليه اللاعبون في مباراة غانا وأن الهزيمة بمثابة جرس إنذار لمجمل أوضاع الحياة المصرية وأن الشماتة في المنتخب تؤكد أن الانتماء أصبح من الماضي وأن هذه النكسة الكروية ربما تكون دافعاً لإعادة نظر شاملة لما عليه مصر الآن فإن كتابنا الذين يظن أنهم مستنيرون يسارعون بالتقاط خيط العك الكروي الذي تمارسه بعض الجماهير وبعض الإعلاميين لينضم إليهم، بل ويظهر أنه أقدر منهم على بث أفكاره التي لا تزيد عن المشاركة في اللغو والإساءة وتصفية الحسابات على خلفية ميول دفين تحرك في ظروف يدعي أنها من باب ما تمليه عليه الحال، بينما كانت انتهازية يريد من خلالها ضرب عصفور الميول وعصفور الظهور بمقال واحد. في الحالة السعودية نحن ولله الحمد نعيش حالة استقرار ورخاء وفرص حياتية قد لا تتوفر في معظم المجتمعات بما فيها الدول الأكثر تقدماً وواقعنا الكروي هو في معظمه يشبه حالتنا الكروية نفسها أكثر من أن يشبه المجالات الأخرى، فالعناصر التي تشكل المنتخب هي نتاج الأندية والإدارة المشرفة ممن نشأوا وكبروا في هذا الوسط، ومن الخطأ أن نعتقد أن الصواب أقرب إلى المراقبين منه إلى العاملين أو أن المتحمسين أكثر حرصاً على المصلحة ممن هم يعملون على حفظها على أرض الواقع، وقد ثبت مرات عدة أن ترك مسافة بين المنتخب والآخرين من جماهير وإعلام مهم جداً لتحقيق قدر من العمل بعيداً عن الضغط، وكذلك إعطاء مساحة للتحرك بحرية، وأعتقد أن هذا ذكرته غير مرة وهو المطلوب فقط في هذه المرحلة.