|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





حمود السلوة
الإصلاحيون الجدد .. ومبادرات التغيير
2013-11-07

من الذي أسس لهذا (الضجيج ) المتكرر والصاخب والممل داخل وسطنا الرياضي بشكل عام؟ حتى امتد إلى البيوت ومواقع العمل والاستراحات والمقاهي والمدارس، (الضجيج) الذي يتردد صباح مساء داخل هذه الفضائيات التي يقدم فيها الضيوف كل أشكال التنظير والمواعظ ونظريات (التغيير)، هؤلاء الذين أسميهم (الإصلاحيون الجدد).. المعتقدون أنهم من القدرة والكفاءة والخبرة والمعرفة مايؤهلهم أن يقودوا (مبادرات التغيير) داخل منظومة العمل الرياضي العام، هذه السحنات المتكررة والمتواجدة في البرامج الرياضية لم تعد تقدم للمتلقي (بصراحة) أي جديد، فما قالوه اليوم .. قالوه بالأمس .. وقاله غيرهم منذ سنوات، ونحن مازلنا نملأ المكان مزيدا من (الضجيج) و(الإرباك) و(التردد) دون أن يمنح هؤلاء المؤسسة الرياضية وقتا تلتقط فيه أنفاسها.. ويمنحونها قليلا من الصبر وقليلا من الوقت لتضع برامجها وخططها واستراتيجياتها أيا كانت هذه (المؤسسة) سواء كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو اللجنة الأولمبية العربية السعودية أو الاتحادات الرياضية أو الأندية، فمعظم مانقرأه وما نسمعه مجرد تنظير ومواعظ وأحلام منتهية الصلاحية .. حتى وإن طرحت مشكلة أو قضية للحوار والنقاش لن تجد من يطرح الحلول أو البدائل، حتى تنامت حالة (الإحباط) واتسعت دائرة (التيئيس) وارتفع سقف الوعود وتنامت ثقافة (التبرير). سؤالي هو : ماذا يريد هؤلاء الإصلاحيون الجدد؟ وإلى أية نقطة نهاية ذاهبون بنا؟ هؤلاء الذين يديرون ماكينة الضجيج عليهم أن يتصالحون أولا مع أنفسهم حتى نصغي إليهم باهتمام وتركيز، ويساهمون في (تنوير) القارئ والمشاهد والمتابع، هؤلاء الضيوف الممنوحون الإقامة الدائمة داخل هذه الدكاكين الفضائية الخليجية .. حتى وصلوا (للأسف) إلى منح أنفسهم حق الحديث والكلام في (كل شيء) وعن (أي شيء) .. يتحدثون عن الماضي والحاضر والمستقبل، يقفزون إلى إصلاح (المستقبل) قبل أن يصلحوا (الحاضر). يتحدثون في التحكيم .. في التدريب .. في القانون .. في الخصخصة .. في الاستثمار .. في الاحتراف .. في التنمية المستدامة .. في الفوضى الخلاقة .. في المنشطات . وسرطان الثدي .. وبيئة الملاعب .. وإصابات الملاعب .. وطبقة الأوزون .. ومبادرات السلام .. والخطايا العشر .. وتلفزيون الواقع .. وتخصيب اليورانيوم .والمسؤولية الاجتماعية بصورة تجد فيها (تضليلاً) للقارئ والمشاهد .. واختطافاً واضحاً لعقلية أي متابع .. والتأسيس لثقافة (الكراهية) ممن ينقلون عقدهم وأزماتهم النفسية إلى جمهور المشاهدين من الجيل الجديد الذي يلتقط الكلام وكأنه حقائق مسلم بها.. وهي غير ذلك أساسا. أتطلع وكلي (أمل) أن يتجاوز ضيوف البرامج الرياضية في كل مؤسساتنا الإعلامية الخليجية حالة الاحتقان ومظاهر العنف والتعصب.. وصولا إلى تحسين بيئة (الحوار) بنفس الحماس الذي نطالب فيه بتحسين بيئة (الملاعب) .. حتى أصبحنا (بكل أسف) وسط هذا الضجيج .. لانعرف خارطة الطريق الآمن نحو المستقبل الذي سيقودنا إليه (الإصلاحيون الجدد) في وسطنا الإعلامي الرياضي.