|


د.تركي العواد
يا زينك ساكت ... يا ريس
2013-12-18

"سكنهم مساكنهم". عبارة تقال عندما يرى الناس رجلا منفعلا يقفز من شدة الغضب دون سبب واضح. الناس الطيبون ـ قديما ـ كانوا يعتقدون أن هذا الرجل ممسوس، ولا يتصرف بوعيه، فالجني الغاضب الذي بداخله هو الذي يحركه.

أتذكر عبارتهم الخالدة تلك في كل مرة أرى رئيس ناد مهزوم على شاشة التلفزيون. فالرئيس المعروف بحسن الخلق والمعشر يتحول ـ دون مقدمات ـ لمارد يخيف المراسل والمصور والمخرج والمشاهدين؛ فيرمي عباءة الوقار ويخرج لنا شخصا لا نعرفه، ولا نريد أن نعرفه ولا حتى الاقتراب منه. فيتهجم على حكم المباراة، ويشكك في ذمته، ثم يقلل من قيمته بشكل لا يليق بإنسان. وعندما يحاول المراسل الهرب خوفا منه ينظر إليه نظرة تهديد وهو يرسم ابتسامة ساخرة معلناً تحوله لنغمة السخرية التي دائما ما يكون ضحيتها الأستاذ الفاضل عمر المهنا رئيس لجنة الحكام. يتمنى وقتها المراسل انقطاع الصوت ولكنه هذا المرة، بالذات، يبقى صامدا .. صافيا دون تشويش. يمسح ابتسامة السخرية ثم يسل سيفه من جديد وهو يفكر "من أسب ذي المرة ؟". تقفز أمامه صورة رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان فيعطيه ما تيسر من السب، ثم يتحول لرئيس لجنة الانضباط؛ ويبقى يتنقل بين اللجان والأشخاص حتى لا يبقى أحدا لم "يؤدبه".

مشكلة رؤساء الأندية أنهم يعتقدون أن صراخهم واستهزاءهم بخلق الله هو نوع من أنواع الدفاع عن حقوق النادي. والحقيقة أن حقوق الأندية لا تأتي بالصراخ الذي يجعلنا نغلق التلفزيون بعد المباراة مباشرة لنتجنب ونجنب من نحب لقاءَ نعرف قبل أن يبدأ ركاكته. حقوق النادي تأتي بالتعاقد مع مدرب جيد ولاعبين أجانب ومحليين مميزين.

عزيزي رئيس النادي يجب أن تعلم أنك لست جزءا من اللعبة، وما تفعله في منطقة الفلاش إنترفيو لا يليق بك ولا يؤثر فيما يحدث في الملعب بأي حال من الأحوال. محاولة إقناع الناس أنك "أبو الحرب النفسية"، وأنك أهم من اللاعبين والمدرب أمر يثير الشفقة ويبين أنك دخلت الرياضة بالغلط. عد للخلف خطوتين وتأمل أكثر الأندية صراخا هذا الموسم، وستعرف أنها الاتحاد والأهلي والرائد، انظر لمراكزهم في سلم الدوري لتعرف مصيرك.

العزيز الدكتور محمد باريان مدير القنوات الرياضية، أتمنى من سعادتكم إعادة النظر في اللقاءات التي تُجرى مع رؤساء الأندية بعد كل مباراة فهم ليسوا جزءا من اللعبة، ورأيهم لا يخرج عن انتقاد لاذع للحكام واللجان أو سخرية ممجوجة من الخصم؛ وهذا ما لا يريده عشاق كرة القدم، ولا غيرهم. لقاءاتهم باختصار تشوه جمال المباريات؛ وتتعارض مع الروح الرياضية. كما أن القنوات الرياضية في العالم أجمع لا تجري لقاء مع أي شخص ما لم يكن لاعبا أو مدربا. لا نريد سماع أي صوت بعد المباراة إلا صوت الأبطال الحقيقيين للعبة ... اللاعبون والمدربون فقط.