|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





حمود السلوة
وقفات قصيرة
2013-12-19

(1)

تنامت في السنوات الأخيرة داخل وسطنا الرياضي مظاهر الكذب والتضليل والمبررات والوعود الكاذبة. حتى أصبح الحديث والحوار يتحدث عن المستقبل قبل إصلاح الحاضر.

الأمر الذي انعكس على سلوك ومتابعي المشهد الرياضي والاعلامي وبصورة لم يستطع من خلالها قادة الفكر والتنوير والرأي الصادق البناء في كافة وسائل التواصل والقنوات الفضائية الحد منها وإلى الدرجة التي لم تستطع كل وسائل الاتصال الصمود في وجه هذا التيار الهائل من الكذب والتضليل والاتهام. الأمر الذي يتوجب على قادة الفكر والتنوير أن يساهموا في بناء (الوعي الرياضي) من جديد . الوعي الذي ينهض برياضتنا ويكون الذراع القوية لدعم جهود المؤسسة الرياضية الرسمية.

ولعل اللافت في تنامي (ثقافة البذاءة) في وسطنا الرياضي في المراحل الأخيرة أن القلة السلبية أصبحت أقوى تأثيرا من الكثرة الايجابية على مستوى لهجة ولغة الخطاب الرياضي والاعلامي. اللافت أكثر هو: لماذا انعكست المعادلة؟ لماذا أصبحت القلة السلبية أقوى تأثيرا من الكثرة الايجابية في حواراتنا الرياضية وأحاديثنا الاعلامية.

أعرف تماما أن صناعة وبناء (الوعي) تبدأ من البيت ثم المسجد ثم المدرسة ثم المجتمع بأكمله ثم بيئة الأصدقاء والزملاء ثم النادي. لكن بناء (الوعي الحقيقي) وتحسين لغة الخطاب الاعلامي الرياضي تحتاج إلى (مبادرات) من قبل قادة الفكر والرأي والتنوير ومراكز الدراسات والبحوث في كل المؤسسات الثقافية والتعليمية. بعد أن ساءت لغة الحوار والتخاطب التي يتعاطاها (البعض) من ضيوف كافة البرامج الرياضية وتنامي ثقافة (اختطاف الكلام) وضياع لغة الحوار في التقاطعات التي تشعر وأن هذا البرنامج جزءا من أملاك الضيف الخاصة.

واجبنا الوطني والأدبي عندما نتحاور أن يكون لحوارنا قيمة موضوعية. واجبنا أن نعمل على هدم الكثير من السلوكيات السلبية داخل مجتمعنا الرياضي. فالوعي لا تصنعه الثقافة ولا الشهادات العالية بل تصنعه (التربية) التي تسهم في إعادة تشكيل وعي الناس وتفكيرهم.

بقي أن أقول في هذا الجانب إن (بناء الوعي) هو مسؤولية مشتركة بين العديد من المؤسسات والنخب الاعلامية الرياضية. وأن (بناء الوعي) ليس (موهبة) بناء الوعي (صناعة) تبدأ من البيت وتنتهي بمقاعد الجامعات.



(2)

إذا كانت (مصائب قوم عند قوم فوائد) فإن أكثر المستفيدين من قرارات لجنة الانضباط والعقوبات (المادية) تحديدا هو (صندوق الوفاء) الذي تصب كل هذه الجزاءات المالية في مصلحته. كون هذه العقوبات الانضباطية تمثل الجزء الأكبر من (مداخيل) صندوق الوفاء.



(3)

ليس بيني وبين الدكتور الفاضل والبروفيسور خالد المرزوقي أي موقف سلبي. فالرجل لم أقابله في حياتي وليس بين وبينه أية علاقة. ربما تربطني بشقيقه ورئيس النادي الأهلي السابق الأستاذ أحمد المرزوقي علاقه تواصل في المناسبات الرياضية. لكن. أود أن أقول بالقدر الذي أحترم فيه الدكتور خالد المرزوقي من موقعه الطبي والأكاديمي والمشهود له بالكفاءة الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة. إلا أن هذه الجامعة والمؤسسة العلمية الضخمة خسرت خدمات وكفاءة الدكتور المرزوقي. وخسر طلابه في الجامعة من حيث إن دخول الدكتور المرزوقي للعمل الرياضي الرسمي سواء عندما رأس نادي الاتحاد أو عندما أصبح حاليا رئيسا لهيئة أعضاء الشرف. أو عندما فاز بعضوية مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم . وأصبح رئيسا لإحدى لجانه العاملة، (زبدة) الكلام هي أن جامعة الملك عبدالعزيز بجدة خسرت الدكتور المرزوقي . وخسره طلابه في كلية الطب بالجامعة بعد أن شتت جهوده ووقته فيما بين التزاماته الطبية والأكاديمية في الجامعة ومستشفى الجامعة وحاجة طلابه إليه . وبين مسؤولياته في نادي الاتحاد كرئيس لهيئة أعضاء الشرف بالنادي. وبين مسؤولياته في اتحاد كرة القدم السعودي. الأمر الذي أجد فيه صعوبة إن كان على المستوى البدني أو على المستوى الذهني إلى جانب ارتباطاته العائلية والتزاماته الأسرية. بهذا الوضع فإن الوطن وجامعة الملك عبد العزيز بجدة بحاجة إلى خدمات الدكتور والبروفيسور والطبيب البارع خالد المرزوقي أكثر من حاجة الوطن له في قطاع الشباب والرياضة الذي يتطلب المزيد من الوقت والجهد والتنقل فيما بين جدة والرياض ومرافقة البعثات والمنتخبات الكروية والاجتماعات.



(4)

أعتب كثير العتب على زملاء وأصدقاء لي يحتلون مواقع رياضية وإعلامية رسمية داخل منظومة العمل الرياضي الرسمي. عندما يتحدثون في البرامج الرياضية ينسون تماما أن هناك ضوابط أدبية تحكم طبيعة الكلام والحوار. المطلوب منهم دون غيرهم فيتحدثون في قضايا وأمور رياضية بشكل واسع ومفتوح دون الأخذ بالاعتبار لـ(أدبيات) و(ضوابط) الموقع الرسمي الذي يحتم عليك أن تتحدث بحذر وموضوعية وترتيب واحترافية ولغة مقبولة. وضيوف آخرين يتحدثون (بتعصب) وعقلية وفكر(مشجع) لا فكر(إعلامي) يستطيع أن يستخدم مهاراته في الحوار.

ويهرب من أسئلة المذيع (المحرجة) بطريقة القفز على الأسئلة .. أو الإجابة على أسئلة لم يسألها المذيع أصلا. هذا المذيع أو ذلك الذي يستخدم صلاحيته وإدارته للحوار بطريقة (شجاعة) عندما يجد أن ضيفه (ممل) وكثير (البربرة) يريد أن يتحدث وحده طوال الوقت وكأن البرنامج له وحده. للدرجة التي تجعل المذيع يتعاطى الحوار مع ضيف بهذه الصورة باستخدام ذكائه ومهنيته بكلمات:

(عندي فاصل) (بسرعة وبشكل مختصر) (ما عندي وقت) (وصلت الفكرة) أمام ضيف لا يقدر قيمة الوقت. وتراتبية الحوار.

ويخطف الكلام من فم المذيع مرة وفم الضيف الآخر مرة أخرى ويجيب قبل أن ينتهي المذيع من تكملة قراءة السؤال.



(5)

علاقة التقدير والاحترام المتبادل التي تربطني بزملاء وأصدقاء داخل اللجنة الرئيسية للحكام وفي مقدمتهم الأستاذ عمر المهنا لا تمنعني من

أن أطرح (وجهة نظر) تتعلق بورشة العمل الشهرية أو الاجتماع الشهري الذي تناقش فيه اللجنة مع حكامها ملاحظاتها خلال الجولات.

من حيث المبدأ فأنا كمتابع مع هذا الاجتماع الشهري وهو مشروع يحسب للجنة الحكام الرئيسية . لكنني (أتحفظ بشدة) على وجود الإعلاميين داخل ورشة العمل لوجود (حساسية) لدى الحكام بمناقشة أخطائهم أمام الإعلاميين وبهذه الآلية التي يسميها الصديق عمر المهنا (شفافية) ثم ماهو المردود الايجابي الذي يريد الصديق العزيز عمر المهنا أن يوصله للزملاء الاعلاميين أيضا .. إذا كان ولابد فإن بمقدور الأستاذ عمر المهنا أن يعقد عقب انتهاء الاجتماع أو ورشة العمل الشهرية (إيجاز) إعلامي أو لقاء عقب الاجتماع مباشرة للإعلاميين يشرح فيه كل ما دار داخل هذا الاجتماع لكل وسائل الاعلام والصحافة والقنوات الفضائية. بهذه الآلية يستطيع عمر المهنا أن يحترم مشاعر حكامه من مواقعهم الوظيفية والاجتماعية. ولعل الاستبيان الذي أظهر نسبة عدم قبول غالبية حكام كرة القدم بتواجد الإعلاميين داخل الورشة الشهرية يمنح الأستاذ عمر المهنا فرصة الاستجابة لرغبة السواد الأعظم من الحكام.

دون أية ضغوط على الحكام حين مناقشة أخطائهم أمام الإعلاميين. لا أعتقد أن أباعبدالعزيز عاجز عن الاستناد على غالبية عدم الراغبين في هذا الإيجاز الشهري الذي أظهرته نتائج التصويت بعدم رغبة الحكام مناقشة أخطائهم أمام الإعلاميين.