التخطيط الاستراتيجي هو الأساس اللازم لتنفيذ الأعمال والبرامج على أسس علمية مدروسة توضح طرق ووسائل تنفيذها مما يوفر على أي مؤسسة رياضية الكثير من الوقت والجهد وما إلى ذلك من متغيرات، كما أن الواقع العلمي والتجربة قد أثبتت أهمية الاعتماد على التخطيط في جميع الأنشطة، وجعلها جميعا مقرونة بتخطيط واضح ومحدد، فالتخطيط يكون بمثابة الطريق الذي يرشد إلى تنفيذ الأهداف بكفاءة وفاعلية، بعيداً عن العشوائية والارتجال، والتي قد تؤدي إلى إهدار الطاقات والإمكانات دون الوصول إلى ما يصبو إليه.
وتمثل وظيفة التخطيط الجانب الفكري من وظائف الإدارة والتي تتعلق بالمستقبل حيث إنه يمثل وسيلة فعالة تستطيع الإدارة من خلالها نقل المؤسسة الرياضية من الحاضر إلى المستقبل وذلك من خلال إعداد خطط وبرامج تتماشى مع التوقعات المستقبلية للمؤسسة، حيث إن التخطيط كوظيفة من وظائف الإدارة يعمل على أن تضع المستقبل خريطة للأهداف المراد تحقيقها والأنشطة المراد إنجازها، والتخطيط الذي تمارسه الإدارة اليوم يعتبر أكثر تعقيدًا لسرعة المتغيرات الخارجية وثورة التكنولوجيا والمعلومات، وعلى ذلك فإن التخطيط نشاط ذهني تقرر فيه الإدارة ماذا تريد في المستقبل ومتى وكيف وبواسطة من يتم العمل وما هي الموارد المطلوبة لأداء العمل، فالتخطيط يضع الإطار الشامل والتفصيلي للأهداف والبرامج والخطوات والمراحل والعناصر اللازمة لتحقيق هذه الأهداف .
فالإستراتيجية تهتم أساسًا بوضع إطار شامل عن موقف المؤسسة في المستقبل بينما يهتم التخطيط بالطرق والوسائل المستخدمة وبذلك فالإستراتيجية تعتبر أداة في يد التخطيط لتوضيح وبيان كيفية التكيف مع المتغيرات البيئية الداخلية والخارجية وبناء على هذا فقد يكون التخطيط استراتيجيًا كما قد يكون غير استراتيجي.
ومن وجهة نظر شخصية بدون تخطيط استراتيجي فإن الأفعال ذات المدى البعيد قد ينتج عنها ضياع للوقت والجهد، حيث يوفر التخطيط الإستراتيجي إطارًا رحبًا وبعيد المدى لواقع المؤسسة وإمكانياتها في داخل بيئة متوفر فيها المناخ الذي يسمح ببذل الجهد والتركيز للإبداع.
وسعدت جداً بالخطوة التطويرية غير المسبوقة في أي عمل اتحاد رياضي أو مؤسسة رياضية عندما اطلعت على ما يقوم به اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية بعمل دراسة علمية مسحية من خلال توزيع استبانه لأخذ رأي الخبراء والمختصين في المجال الرياضي والشبابي لتطوير عمل الاتحاد ووضع خطة إستراتيجية جديدة لعمل هذا الاتحاد الذي كان في قلب أمير الشباب والرياضة وفقيدها الأمير فيصل بن فهد عندما قال الاتحاد العربي وجد ليبقى حيث تحقق له النجاح في عهده طيب الله ثراه واليوم نرى الفكر الجديد من الابن البار النشط نواف بن فيصل الذي يقود عمل اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية بهدوء وبكل كفاءة وتميز، وكلف له كأمين عام للاتحاد الخبير والناشط في مجال الشباب والرياضة على مدى أكثر من أربعين عاماً سعود العبد العزيز وهو معروف بتميزه وكفاءته وعلاقته وأصبح وجهاً مألوفاً لدى مسؤولي الرياضة العربية للنهوض بهذا الاتحاد الذي أصبح الحاضن للشباب الرياضي العربي، وبهذا العمل الاحترافي الذي سيرى النور قريباً سنجد اتحاداً نوعيا يكون محل رضا جميع الاتحادات العربية ويسهم في تطوير الرياضة العربية من لاعبين وإداريين ومسابقات وكفاءات بشرية وموارد مالية، وأشكر من وثق فيني شخصياً وجعلني من الخبراء لإبداء وجهة نظري في الإجابة على محاور الاستبانة.. والله الموفق.