في تشكيل الحكومات، يربط رجال السياسة اسم رئيس الوزراء أو رئيس الحكومة باسمه الشخصي نفسه.
أولا لأن رئيس الوزراء أو رئيس الحكومة لايأتي في الغالب للحكومة عن طريق (الانتخاب) بل يأتي بالتعيين
من القيادة العليا في البلد، كما أن تركيبة (الحكومة) وتوزيع الحقائب الوزارية هي من صلاحيات رئيس الوزراء أو رئيس الحكومة من خلال (قائمة) أو (تركيبة وزارية) اختارها رئيس الحكومة وفقا لظروف البلد والمرحلة التي يمر بها البلد. فيقال مثلا :
في لبنان حكومة سعد الحريري أوحكومة فؤاد السنيورة. وفي تونس حكومة علي العريض، وفي السودان
يقال : حكومة الجزولي دفع الله، وفي مصر يقال : حكومة كمال الجنزوري أو عبدالعزيز حجازي .. وغيرها من الحكومات التي تمنح (رئيس الوزراء) تقديم قائمته الوزارية في عملية (ربط) اسم الحكومة باسم
رئيس الوزراء.. كل هذا (الاستهلال) أريد من خلاله أن أسأل كما سأل قبلي الزميلان العزيزان مساعد العبدلي وعادل البطي: ما الذي يمنع أن نجرب ولو في الدورة الانتخابية المقبلة لمجالس إدارات الاتحادات
الرياضية ومجالس إدارات الأندية، بحيث يكون سباق الترشح والانتخاب على كرسي (رئيس مجلس إدارة
الاتحاد) أو (رئيس مجلس إدارة النادي) بنظام (قوائم العضوية) التي يقدمها مرشح رئيس الاتحاد أو النادي
إلى جانب برنامجه الانتخابي ومايحمل من رؤى وأفكار ومشروعات وأهداف ..هنا أجد نفسي (منحازا) بشدة إلى أن تكون (تركيبة) مجلس الإدارة في الاتحاد أو النادي وفق مجموعة يختارها ويحددها بالأسماء رئيس الاتحاد أو النادي (المنتخب) لسبب موضوعي ومنطقي وهو ثقة رئيس مجلس الإدارة بمجموعته لجهة كفاءتهم وإمكاناتهم وقدراتهم وما ينسجم مع برنامجه الانتخابي وثقته بهم وطبقا لطبيعة فكر وتوجهات وأهداف البرنامج الانتخابي.
هذه الآلية في تكوين مجالس إدارات الاتحادات والأندية وبطريقة أو نظام (القوائم) هي أفضل بكثير من نظام (الانتخابات) الذي لايقدم (الأكفأ) و(الأقدر) لكنه في الغالب يخضع لثقافة التكتلات والعلاقات والمزاجية والميول والانتماء .. وبالتالي
تفرض هذه (الانتخابات) على رئيس مجلس إدارة الاتحاد أو النادي (عناصر) و(أسماء) قد لاتساعده على تنفيذ برنامجه
الانتخابي بالقوة والكفاءة التي تحقق أهدافه وتطلعاته .. وبالتالي لاتوفر(الانتخابات) (الرؤية المشتركة)، بعكس نظام (القوائم) الذي سيحقق فرصة التنوع والتخصص في طبيعة العمل المطلوب سواء كان فنيا أو إداريا أو استثماريا أو إعلاميا أو اقتصاديا.
كل ما أريد قوله أيضا هو عدم دقة بعض المصطلحات والتعريفات التي نجدها في وسائل الإعلام المختلفة ويتداولها الوسط الرياضي ..
مثل (اتحاد عيد).. فقد كنا كوسط رياضي سنقبل بهذه التسمية ونقول : (اتحاد عيد) لو أن الكابتن القدير والأستاذ
أحمد عيد رئيس مجلس اتحاد كرة القدم السعودي (الحالي) فاز بقائمته الانتخابية التي يريد ويرغب .. لكنه فاز بمفرده كرئيس(منتخب) وفرضت عليه أنظمة ولوائح الانتخابات أن يكون رئيسا لمجموعة أعضاء (فرضوا) عليه بقوة اللوائح والأنظمة،
ولو كان (الخيار) هو (خيار) الكابتن أحمد عيد نفسه من خلال (قائمة) حددها بنفسه .. فربما خرج من تركيبة عضوية مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السعودي (الحالي) عدد من الأعضاء الحاليين طبقا لمتطلبات برنامج أحمد عيد الانتخابي، لهذا (من الخطأ) و(من غير المقبول) أن يقال : (اتحاد عيد) وهو الذي لابد أن يقبل بقائمة فرضتها عليه التشريعات
والأنظمة واللوائح الانتخابية .. لكن يبقى من القول: إن نظام (التزكية) المعمول به في تشكيل مجالس إدارات الأندية هو نفسه (نظام القائمة الواحدة) التي يحددها الرئيس الفائز بمفرده ودون منافسة من أحد .. هو وقائمته التي سيتم (تزكيتها) نظاما.