|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
أبناؤنا والتعبير
2014-01-17

لأبنائنا مع مادة (التعبير) أحوال عجيبة وقفت على بعضها، وها أنا أعرضها هنا.. ولكم أن تضحكوا أو تضربوا كفاً بكف على نضوب القريحة، والبركة في حجر الألسن الذي يمارسه كثير من الآباء والأمهات مع أبنائهم فما أن ينطق الولد أو البنت ليعبر عما يعتمل في نفسه حتى يصدمه أبوه وأمه وأخوه.. لتكون النتيجة أن تقرأ لطالب الصف السادس الابتدائي تعبيراً عن هوايته فيقول إنه يحب الكرة، ثم يتحول مائة وثمانين درجة فيذكر أنه يقوم بـ (تكبيس) والديه وجدته، و(التكبيس) أو (التهميز) كما يعرفه المحبون له ـ وما أكثرهم ـ استخدام اليدين والرجلين للضغط بهما على أماكن الألم في الظهر أو الأرجل.

ولكم أن تتخيلوا العلاقة بين الرياضة و(التكبيس)‍‍.. قبل أن آخذكم إلى طالب آخر في الصف الخامس الابتدائي يبدأ تعبيره عن الرياضة بذكر أنواعها فيورد السباحة وأهميتها، ثم يحذر من عواقبها فيقول: ... والذي يمارس السباحة بدون حذر سوف يغرق.. ثم يواصل تعبيره وكأنه يذيع خبراً: ... ولقد مات كثير من الناس في السباحة.. ويعود فيقول: ... والذي يريد أن يتعلم السباحة لا بد أن يلبس ملابس السباحة، ويضع في يديه (كفاشات) حتى لا يغرق.

وهذا ثالث يكتب تعبيراً عن (مهنة المستقبل) فيدخل في الموضوع مباشرة بقوله: مهنة المستقبل هي الطب.. ويواصل حديثه مؤكداً: ... وأنا أريد أن أكون طبيباً، فالطبيب يعالج الناس من الأمراض كالقلب والكبد و(الكلاوي).. ولم يبق سوى إضافة (التقاطيع).. لتتحول مهنة المستقبل من الطب إلى (طاهي) في أحد المطاعم الشعبية.

هذه بعض نماذج البيان لجيل مأمول منه أن يغير صيغة الخطاب ليكون متسقاً واثقاً، ذو دلالة واضحة لا تقبل اللبس ولا تحتمل التأويل المتباين فضلاً عن أن تكون مداراً للسخرية والتندر.



(أعطوني لسان خطيب واحد، وخذوا مني ألف مقاتل)

الإسكندر المقدوني