كانت أدوات الإعلام إلى وقت قريب محدودة الانتشار والتأثير بحيث اقتصرت على نقل الخبر عبر الوسائل الإعلامية المختلفة .. وكانت الصحافة الأقدم في هذه الوسائل لنقل الخبر والتعليق والمقال إلى الجمهور وكانت الصحافة متعددة الوسائل حيث كان الحجر ضمن النقوش في فترات تاريخية سابقة ثم على ورق البردي الفرعوني ثم تطور الحال إلى مناشير حائطية يأتي الناس إليها ليعرفوا الأخبار إلى أن ظهرت أول صحيفة إنجليزية يومية في عام 1702 وأطلق عليها صاحبها الديلي كورانت ثم في فرنسا في عام 1777 باسم جورنال باريس وهكذا إلى أن وصلت الصحافة إلى ما وصلت إليه في عهدنا الحاضر، وتلا ذلك دخول الإذاعة والتلفزيون مع مطلع القرن العشرين الميلادي فحدث تطور كبير في وسائل الإعلام إلى أن دخلنا عصر الإنترنت والانفجار المعلوماتي ووسائل التواصل الإلكتروني والاجتماعي مثل التويتر والفيسبوك واليوتيوب والواتس أب وغيرها، لكن الإعلام عبر الصحافة والإذاعة والتلفاز هو الأكثر متابعة كونه يصدر أو يبث بدرجات أكبر من المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية .. ولهذا كان التأثير كثيرا وحجم المتابعة كبيرا اقتصاديا وإعلاميا وأدى إلى تخوف كبير من المجتمع خوفاً على الناشئة والشباب مما يطرح في وسائل الإعلام وحاجته إلى المناقشة والبحث والتحليل والتوجيه. وبقينا بين أمرين الأول المنع والمراقبة وإبعاد الشباب عن التأثير الإعلامي فقد تم منع الدش المستقدم لإيصال القنوات عبر الأقمار الصناعية وطورت المحلات التي تبيع هذه الصحون وسمي الشارع المخصص لهذه المحلات مجازا في مدينة الرياض بشارع إبليس من بعض فئات المجتمع ومع ذلك واصلت الريسيفيرات حضورها في المنازل وانتقل الجميع إلى الأسلوب الثاني وهو التربية والتحصين الذاتي والرقابة الداخلية عند هؤلاء الناشئة لكن الأمر اتسع إلى وسائل الاتصال الاجتماعي وأصبح الإعلام يأتي للشاب عبر جهازه المتحرك (الجوال) وفيه يصل إليه كل شيء من قنوات ويوتيوب وتويتر وفيس بوك وصحف إلكترونية ومواقع مختلفة تبث الغث والسمين، ولهذا اتسع الخرق على الراقع، وليس لنا إلا طرح التساؤل الكبير حول هذا الأمر وهو ماذا نحن فاعلون إذاً؟.