|


د. سعود المصيبيح
كأس ولي العهد فرصة لاتعوض
2014-01-26

تأتي كأس ولي العهد (حفظه الله) لتكون فرصة لاتعوض للاتحاد السعودي لكرة القدم في إعادة صياغة الأخلاق الرياضية ووقف التعصب الرياضي الذي فاق حده وأصبح يهدد بعنفه وألفاظه وأدبياته السلم والأمن الاجتماعي وأخلاقنا الإسلامية القويمة.وبطبيعة الحال سيبذل اتحاد الكرة كل جهوده من أجل إنجاح المهرجان الرياضي من حيث الترتيبات الإدارية المعروفة والتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة .وستشهد المباراة حضورا جماهيريا كبيرا ونسبة مشاهدة عالية ليس في المملكة فقط وإنما في بقية دول العالم .فهي بين فريقين عريقين متنافسين هما الهلال والنصر، ويلعب في كل فريق أربعة نجوم من اللاعبين الأجانب الذين ينتمون إلى دول متقدمة في كرة القدم العالمية وهم نجوم ثمانية لهم جماهيرهم ومتابعوهم في بلدانهم.كما أن هذه البطولة غالية جدا كونها على كأس أمير نبيل مكتبه مفتوح ومجلسه مفتوح ومتواصل مع الجميع ويهتم بالشباب وشؤونهم منذ أن كان أميرا للرياض وخلف تطورها ونهضتها إلى الواقع الحالي حيث مركز الأمير سلمان للشباب والحرص على دعم أفكارهم ورؤاهم ومشاريعهم التنموية والاقتصادية. والفرصة التي لاتعوض هي تثقيف وتوعية الجماهير الرياضية عبر التحليل الرياضي قبل المباراة وعبارات المعلقين الرياضيين خلال المباريات واللوحات الإعلانية داخل الملعب أو خلال بث المباراة وشاشة الملعب مع التنسيق مع الجهات الثقافية والتربوية والدعوية لتنشيط التوعية بالأخلاق والتعامل في التنافس بعيدا عن العنف والسب والشتم والتوتر في النقاش والحوار والاعتداء اللفظي والبدني وذلك عبر المدارس والجامعات والصحف وقنوات التلفزيون ووسائل التواصل الإلكتروني وخطباء المساجد والجوامع وغير ذلك بحيث تصاغ الأساليب وتبحث أنجح الطرق في إيصال العبارات الجميلة والفقرات الإعلامية المميزة والمعدة باتقان من أن الرياضة أخلاق وقيم وتواضع عند النصر وابتسامة عند الهزيمة وإنها متعة بريئة نقية تنتهي بانتهاء المباراة بعيدا عن كل أشكال التعصب والتطرف والشد الذي نشاهده الآن .فالواقع يحذر عن مستقبل لايسر في التشجيع الرياضي، فالمشاحنات بين الأسر وداخل البيوت والعوائل وبين الأصدقاء أصبح مسيئا للذوق العام وللأخلاق النبيلة لديننا وعاداتنا وتقاليدنا وأصبحنا نشاهد هذا الفحش في القول وأنواع السباب والشتم والكراهية في التجمعات الأسرية والاجتماعية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات (الواتس أب) مما ساهم في توتر وشد في العلاقات بين الجماهير الرياضية وانعكس ذلك على النشء والشباب في حياتهم وأسلوب طريقة معيشتهم .ونأمل بعون من الله أن يستفيد اتحاد كرة القدم من هذا المهرجان الرياضي لتنتهي المباراة بكل حب ووئام وصفاء، يهنئ مشجعو الفريق الخاسر جماهير زملائهم الفريق الفائز، ويتمنى جماهير الفائز الفوز للفريق الخاسر في المباريات القادمة، ونخرج متحابين متصافين نحتفل سويا ونستمتع بالرياضة وجمالياتها وروعة منافساتها دون تطرف وعنف وسوء أخلاق كما هي أخلاق ديننا الإسلامي القويم.وأن تكون هذه العملية مستمرة في كافة مبارياتنا وأنشطتنا الشبابية والرياضية.