|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
دعوة إلى الموضوعية
2014-01-31

(الموضوعية).. ترهقنا هذه الكلمة.. لأنها تعني الانتصار على أهواء النفس.. ونظل نركض خلفها.. لأنها الحل المطلق أبداً لكل اختلافاتنا.

عندما تجرد نفسك من أهوائها في الحكم على الأشياء تصبح في حكم المثقفين إنسانا موضوعياً.

وكأني أسمعك تقول: وهل الموضوعية لا تحضر إلا في حوارات المثقفين؟

الحقيقة أنها تبرز لفظاً في حوارات المثقفين باعتبارها مفهوماً أكاديمياً أو لنقل رسمياً، ولكنها حاضرة أبداً تبحث عن موقع لها في كل سلوكياتنا.. في علاقاتنا بربنا، وبأسرنا، وبمجتمعاتنا.

عودة إلى قول الله تعالى، وقول وأفعال رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، وأقوال الصحابة والسلف والحكماء، وكل من دون التاريخ أقوالهم وأفعالهم تكشف لنا ذلك الحضور الثري لهذه الكلمة الراقية (الموضوعية).. نجدها في الصدق.. نجدها في الأمانة، وفي التقوى، وفي الورع، وفي الاجتهاد، وفي العدل.. وفي كل ما يدعو إلى الفضيلة.

إنها كما ترى مفهوماً عملياً يحتاج إلى تأصيل.. إلى إثبات.

(الموضوعية ) تعني ـ باختصار ـ أن نكون مع الحق.. ونظل نقاوم شهوات هذه النفس، وتلبيس هذا الإبليس المترصد بها.. نتذكر قول الرب عز وجل: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله، إنه سميع عليم. إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون).

الدعوة إلى الموضوعية في خطاباتنا يسيء إلى هذه الكلمة، لأنها تبدو ادعاءً عقيماً تكشف زيفه وخداعه تلك المظاهر المؤلمة للتخلف والفساد المتفشي في كثير من ميادين الحياة.

الموضوعية هي الوسيلة التي تقودنا إلى احترام أنفسنا.. فلا بد أن تحترم حتى وإن حملت إلينا ما لا نحب. وقديماً قالت العرب: (حق يضر خير من باطل يسر)‍.