الذين يتساءلون عن ضعف القيادات الرياضية في مجتمعنا الرياضي بكل مكوناته من معلمي تربية رياضية ومدربين وحكام
وهيئات ومؤسسات واتحادات رياضية. يستشعرون واقعا مؤلما حين تقول الإحصاءات بأن حوالي 30 جامعة سعودية بين جامعات حكومية وأهلية وخاصة باستثناء (جامعة الملك سعود بالرياض) وهي الجامعة الوحيدة بالمملكة التي حولت (قسم التربية البدنية) بكلية التربية في الجامعة إلى (كلية) بعد قرار فصل قسم التربية البدنية بكلية التربية لمعهد التربية الرياضية وتحويل المسمى الجديد إلى (كلية علوم الرياضة والنشاط البدني) بجامعة الملك سعود. وإن كان هناك (تحفظ شديد) على النصف الثاني من الاسم.
إذ كان يمكن الاكتفاء بمسمى (كلية علوم الرياضة) بدون (والنشاط البدني) أو مسمى (كلية التربية الرياضية) كما هو في كافة جامعات عربية وأجنبية.. بهذا (الاستهلال) تكون (جامعة الملك سعود بالرياض) محل التقدير والفخر والاعتزاز كونها الجامعة السعودية الوحيدة من بين أكثر من 30 جامعة سعودية حكومية وأهلية توجد بها (كلية) تربية رياضية وليست مجرد (قسما) ملتصقا بخاصرة (كليات التربية) ببعض جامعاتنا الحكومية.. الواضح أيضا أن مخرجات هذه (الأقسام) من الخريجين على مستوى العمل الميداني والتطبيقي ضعيف جدا.. وماتقدمه (كلية علوم الرياضة) بجامعة الملك سعود بالرياض.. أو ما تقدمه أقسام التربية البدنية في كليات التربية بالجامعات لايلبي احتياجات ومتطلبات العمل الرياضي الضخم في قطاع الرياضة بشكل عام.. هذا الموضوع يقودني إلى رؤية موضوعية طرحتها الكاتبة (حياة الغامدي) في صحيفة (الحياة) مؤخرا تشير فيها إلى أن وزارة التعليم العالي تحمل (أقسام التربية) في الجامعات السعودية مسؤولية فتح تخصصات معنية (بالتربية الرياضية) وعلومها المختلفة.. وفي التفاصيل أن وزارة التعليم العالي هي المسؤولة الأولى عن إلزام كافة الجامعات السعودية برفع درجة (قسم) إلى مستوى (كلية).. فافتتاح (الكليات المتخصصة) في الجامعات ومنها تخصص (التربية الرياضية) هي وبشكل مباشر مسؤولية وزارة التعليم العالي وهي (المرجعية الأم) التي تعرف حجم الاحتياج المطلوب ونوعيته.. أما (وزارة التربية والتعليم) فإنها تنظر إلى (الرياضة المدرسية) من زاوية (حصة التربية الرياضية) في الجدول الدراسي. وزاوية (النشاط الرياضي المدرسي) بكل تنوعاته وأشكاله وبرامجه ومنافساته.. والأكثر (أهمية) أن (وزارة التربية والتعليم) تنظر إلى هذا الجانب (أيضا) وبشكل عام وتتعامل مع ملف (الرياضة المدرسية) ضمن (ملف وطني) شامل وهو (مشروع) الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام و(الرياضة المدرسية) هي جزء هام واستراتيجي في تفاصيل هذا المشروع.. بقي أن أقول إن استحداث وافتتاح (كليات للتربية الرياضية) بكافة الجامعات السعودية سيكون أحد الأذرع القوية التي تعزز من مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام في جوانبه المتعلقة بالرياضة المدرسية.