|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
حلقة مبكية من (طاش.. ما طاش)
2014-03-28

رأيتهما في الطائرة المتجهة إلى دبي من مطار المنامة.. إنهما سعيدان وحميدان.. كما أراد القصبي والسدحان إظهارهما في (طاش.. ما طاش).. كانا يتجولان في الطائرة وكأنهما في حافلة تقلهما مع الرفاق في رحلة إلى البر.. يتكلمان مع كل من يقابلانه.. ويخصان المضيفة بنصيب (البعير) من (الظرف).. هكذا يظنان.. يسألانها عن جنسيتها وعمرها وطول شعرها قبل أن يتحولا لسؤالها عن فائدة ربط حزام الأمان.

كان مقعدي بجوار النافذة، ثم أتى شاب (رزين) ربما في الثانية والعشرين ليجلس في مقعد الممر.. واقترب موعد الإقلاع ولم يأت أحد ليشغل المقعد الذي بيننا... شعرت بارتياح وبدا لي أن صاحبي يبادلني نفس الشعور، لأننا - بكل تأكيد - سنستفيد من المساحة وننال قدراً أكبر من الراحة طوال الرحلة كما هو متوقع لكل من يسافر على الدرجة (السياحية)... ولكن يا فرحة ما تمت فقد حضر (الظريفان) ليفاوضا ذلك الشاب على كرسيه.. يطلبان منه الانتقال إلى مقعد آخر حتى يتسنى لهما الجلوس مع بعضهما... اعتذر صاحبي في البداية تعبيراً عن استيائه من سلوك (البطلين) على متن الطائرة.. أراد أن يعاقبهما، قبل أن يعود إليه عقله ليتخلص من الاثنين.. يتركهما لي ليقدما حلقة (لايف) من (طاش.. ما طاش).

وبدأ المشهد الأول سريعاً.. بتلخيص من سعيدان لبداية فكرة السفر إلى دبي وسفرهما من الرياض إلى الدمام بالسيارة ثم قدومهما إلى البحرين عبر الجسر.. ثم جاء دور حميدان لتقديم فقرته (الخطيرة) مع المضيفة يستغل مرورها ليعرفها بنفسه وقبيلته و(ماركة) الساعة التي يضعها حول معصمه.. ويعبر لها عن شكره لإعجابها بشخصه.. وبحكم القرب حد الالتصاق كنت أستمع إليهما مجبراً.. حاولت أن أبحث في حديثهما عما يضحك فلم أجد سوى مزيد من التعدي الصارخ على حريات الناس وخصوصياتهم.. تقنيات الصوت لديهما عالية جداً تتيح لكل من على تلك الطائرة الصغيرة فرصة التعرف على نماذج عجيبة من أبناء القبائل العريقة عندنا.. أقول ذلك لأن سعيدان وحميدان كانا يشيران إلى قبيلتيهما باعتزاز.. يقدمان ذلك كـ (فاصل).. وما أكثر (الفواصل)...

لن يضحكني - بعد اليوم - ما يقدمه القصبي والسدحان من خلال شخصيتي سعيدان وحميدان بعد أن حلقا خارج أجواء (المحلية).. إنني بحاجة أكثر إلى البكاء مما يفعله هؤلاء السفراء الذين تستقبلهم بلدان العالم باسم المملكة العربية السعودية.. (أدركونا) فقد أصبحت فضيحتنا بـ (جلاجل).