لا أدعي بأني أكثر غيرة وحرصاً على شباب الوطن من القيادات المعنية بهم داخل المنظومة الرياضية وخارجها، ولكنني أريد تعليق الجرس مرة أخرى للتنبيه على الخطر القادم ما لم يتحرك كل مسؤول لعمل علاقة بالشباب، فنحن مجتمع شاب لم يبلغ ثلثي سكانه من العمر عشرين ربيعاً، وتلك الطاقة الهائلة تحتاج إلى رعاية وحرص في التعامل بتوفير متطلباتهم الضرورية قبل أن يبحثوا عنها خارج البلاد.
في السعودية تعتبر الرياضة المتنفس الوحيد للشباب، فهم محرومون من أبسط وسائل الترفيه المتوفرة في دول الجوار، ولذلك فإن الاهتمام بالرياضة سينعكس إيجابياً على المجتمع بأكمله، حيث تلعب الرياضة دوراً رئيساً في مثلث "التعليم والصحة والأمن"، ولن أطيل في شرح هذه النقطة التي أشبعت طرحاً ولكنني أكتفي بالقول أن تطوير الرياضة سيؤدي إلى تطوير التعليم وتحسين الصحة وتحقيق الأمن.
قبل سنوات حضرت شركة IMG لمكتب الرئيس العام وقدمت تجربتها في تطوير بيئة كرة القدم الألمانية من1996ـ 2006 حيث تمّ بناء 36 ملعباً(بينها 13 ملعبا لكأس عالم)بمبلغ 2,7 مليار دولار(10 مليار ومائة وخمسة وعشرون مليون ريال)، واختتمت الشركة الاجتماع بعرض بناء خمسة عشر ملعباً بمليار دولار فقط لا غير، وغادرت الشركة العملاقة وغادر معها حلم الشباب، لتعود بعد سنوات تعمل مستشاراً مع أرامكو في ملعب الملك عبدالله ومع عبداللطيف جميل في تفعيل رعاية الدوري ومع اللجنة العليا لكأس العالم في قطر2022، وبقدر سعادتي لاستفادة الجهات الثلاث من خبرة IMG إلا أنني حزين ومحبط لضياع فرصة بناء بيئة رياضية تحاكي كرة القدم الألمانية بمليار دولار فقط لا غير.
حلم آخر للشباب يتحطم أمام أعينهم، حيث يرغبون استضافة كأس آسيا 2019 بالسعودية وهم على يقين بتطور البيئة الرياضية مع استضافة الأحداث الكبرى، ولكن خطابات الضمانات الحكومية لم تصل بعد للاتحاد السعودي بعد أن استنزف الاتحاد الآسيوي كل فرص التأجيل لعيون الدولة الكبرى التي فاز منتخبها بكأس آسيا ثلاث مرات، ولكن هناك من لا يريد للشباب الوطن أن يفرح.
تغريدة tweet:
السؤال الذي يطرح نفسه بشدة: من لشباب الوطن؟
من يلبي احتياجاتهم ويشبع رغباتهم ويحقق طموحاتهم؟
إنها رسالة وأسئلة للمسؤولين عن الوطن وشبابه قبل فوات الأوان .. وعلى منصات الشباب نلتقي..