المؤكد أن خروج الأمير خالد بن عبدالله قلب الأهلي النابض، وحكيم الرياضة له أسبابه ودوافعه.
إذ لايمكن لعاشق أهلاوي بهذا الحجم وهذا الدعم وهذا التاريخ أن يرحل بهذه السهولة وبهذه الصورة المفاجئة للوسط الرياضي.
إلا أن تكون هناك (أسباب) وهذه الأسباب لاتخرج من كون بيئة الرياضة في هذه المرحلة لم تعد محفزة، ولم تعد جاذبة، إذ أصبحت بيئة منفرة ولم يعد بمقدورها أن توفر (الحياد) المطلوب.
وتعميق قيم الرياضة والوفاء لكل المخلصين الذين دفعوا من (دم قلوبهم) ليصبحوا شركاء وطنيين وأقوياء من خلال أنديتهم وفي خدمة مسيرة العمل الرياضي، هذه الروح الوطنية العالية التي جسدها بكل معانيها ودلالاتها ومضامينها الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز.
هذا الرمز الكبير بنبله وأخلاقه وفكره وعقليته وحكمته وتواضعه.
هذا الإنسان المملوء بقيم الوفاء والتواصل.. الرجل الذي لايترك مناسبة عزاء في بيوت جدة إلا ويكون مبادرا، وفي مقدمة (المعزين) ولا توجه له دعوة فرح إلا وكان خالد بن عبدالله أول المهنئين والمباركين، حتى بلغ في قمة (تواضعه) و(بساطته) أن يشارك في كل هذه المناسبات بدون أن يرتدي (المشلح) كدلالة على تواضع وبساطة هذا الإنسان الجميل بروحه ونبل أخلاقه أن يترك الوسط الرياضي بالصفات والمواقع الرسمية مكتفياً بعضويته الشرفية ومؤكدا على استمرار دعمه للقلعة الخضراء.
ـ المؤكد أن قرار الأمير خالد بن عبدالله بخروجه من الوسط الرياضي جاء قرارا (صادماً) ليس لعشاق وجماهير الأهلي بل للوسط الرياضي بشكل عام لأنهم يرون في شخصية الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز عنواناً للوفاء والنبل والعطاء والحكمة والروح الرياضية العالية والتواضع.
ـ والذي أعرفه أكثر أن جماهير النادي الأهلي.. تعرف أن (أبوفيصل) لن يرحل من قلوب كل الأهلاويين..
لأن (العاشق لايرحل)، فهو العاشق الذي أسعد جماهير النادي الأهلي بالانتصارات والبطولات.. والفكر الإداري والاحترافي الذي أسس له الأمير خالد بن عبدالله، والأهم أن ذاكرة (أهل جدة) لن تنسى أبدا جهود ومتابعة الأمير خالد القوية في تقديم الهدية الغالية التي تستحقها جدة وهي إنشاء (مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية بجدة) والتي يتوسطها الملعب (الجوهرة).. فمثل هذا الإحساس الراقي والوطني يعكس محبة وعشق أبوفيصل لمدينة جدة..
ـ بقي أن أقول لأبوفيصل.. إن (العاشق لايرحل)، وأنتم الشريان النابض بعشق الأهلي وعلى الآخرين أن يتمعنوا جيدا .. بأن الأسباب والدوافع التي دفعت الأمير خالد بن عبدالله أن يخرج من الوسط الرياضي.. ستكون هي نفس الأسباب والدوافع التي ستدفع آخرين من الرموز الرياضية والشرفية بالخروج من هذا الوسط المشحون والمحتقن.
الوسط غير المنصف وغير الجاذب وغير المحفز في ظل تنامي حالة (الفلتان) والإساءات التي طالت رموزا وقيادات وشرفيين وداعمين ولجاناً وحكاماً وهيئات ومؤسسات رياضية.. فقط انتظروا من هو (القادم) من الخروج من الوسط الرياضي بعد خروج الرمز الأهلاوي خالد بن عبدالله بن عبد العزيز.