الحوار الذي يطلبه بشدة رئيس الشباب خالد البلطان من رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد مطلب وحق من حقوق من هو يعمل تحت مظلة الاتحاد السعودي للكرة، بمعنى أن رئيس الاتحاد أحمد عيد مطالب بأن يسمع من الجميع والحوار مبدأ راق لايكاد يرفضه عقل سليم,، وهو خطوة أولى نحو التعرف على الذات وإزالة سوء الفهم داخل الدائرة الواحدة (الذين يشتركون فيها ويعملون لتحقيق هدف محدد بها)، وهو المدخل "الإنساني" للاقتراب من الدوائر البعيدة) ولكن ماظهر به خالد البلطان على الهواء بعد مباراة فريقه أمام الاتفاق من تهديد ووعيد وإلحاح لطلب الحوار مع أحمد عيد مع الخروج عن النص في اختيار العبارات التي لاترتقي بالحوار ليس مطلباً راقياً وحضارياً من رئيس بحجم من يقود ناد كالشباب. وحتى يكون الحوار مثمرا ومؤثرا ومقنعا لابد أن يتم –عادة- في ظروف طبيعية، وكأي نشاط إنساني إذا حدث بين متكافئين يقدر كل منهما الآخر، تكون له ثمراته وفوائده. وبالعكس إذا تم في ظروف "طارئة" وبين غالب ومغلوب فإن نتائجه – في الغالب- لاتكتسب صفة الاستمرار حتى وإن خفت بعض مواطن الاحتقان والألم أو ساعدت على تجاوز ما يهدد أحد الأطراف.
ويبدو أن مابين البلطان وعيد شيئاً من الجليد، ولإذابته وكسره حري أن يدرك البلطان أهمية الحوار الحضاري وعواقب غيابه والآثار المحتملة عند فقده على مستوى القيادات لأنه بهذه الصورة التي يطلب بها لقاء رئيس الاتحاد أحمد عيد وبهذا الظهور الذي خرج به البلطان في صورة مهزوزة لم نعدها منه فكيف يتوقع أن يكون الحوار، ولهذا فإن أراد الحوار مع من هو على هرم الكرة فإنه مطالب بتطبيق سلوكيات بناء الألفة في المواقف الحوارية ليتحاشى النزاع وتحويل النزاع إلى تعاون ومعرفة أن الجمال والاحترام مطالب في مثل هذه المواقف ونؤمن بأن الحوار ضروري لكشف بعض الخفايا وإزالة علامات الاستفهام العالقة في الذهن ولذلك وكما عهدنا في الكابتن أحمد عيد من ثقة بنفسه وما يملكه من حس فكري وثقافي أن يبادر بفتح قلبه الكبير باتجاه الإبداع والتجديد من منطلق منصبه الذي يتبوأه، فالحوار يخفف العديد من السلبيات ويرفع الإيجابيات وقد يكون في الحوار والاختلاف خير كثير لبناء علاقات جديدة مبنية على الثقة والوضوح، وأن نرى سلوكاً جيداً من رؤساء الأندية في التعامل مع بعضهم أو التعامل والتواصل مع اتحادهم الكروي الذي قدم هذا الموسم عملاً استثنائياً بعيداً عن العشوائية والارتجالية وفق منظومة احترافية.. والله الموفق.
