|


د.تركي العواد
بتال والنصر ... والاحترافية
2014-04-24

وصل مبكرا .. جاء يحمل كأسين وابتسامة أكبر من كأس السوبر .. لم يكن متحمسا للقاء مثل حماسه تلك الليلة. انتظر شيئا يهبط من السماء .. أوراق صغيرة - زرقاء وصفراء- تنزل كالمطر فتحجب الأضواء .. ورود مجففة ربما.. قلوب صفراء .. وجوه تبتسم .. أي شيء .. ولكن المطر لم يهطل ولا كان هناك احتفال ولا زفة. لم يلبس بتال قميص النصر ولا شالا أصفر .. حتى الأضواء كانت بيضاء .. بيضاء. هذا هو بتال وهذا هو "في المرمى". وقتها عرف فيصل بن تركي أنه تورط في اللقاء .. لو اختار برنامجا آخر لكان اللقاء غير اللقاء والأجواء غير الأجواء.

لم يتوقع أن يسأله عن يد دلهوم وأغرب ركلة جزاء غير محتسبة .. لم يتوقع أن يسأله عن الدفع الرباعي ومساعدة الحكام لفارس نجد. رفع جمهور النصر الكروت الحمراء في وجهك وطالبك بالرحيل .. سنوات الفشل .. السنوات العجاف .. اعترض على كلمة الفشل ولكن بتال لم يلتفت للاعتراض وأصر على أنها سنوات فشل وليست بناء.

كنت متهورا لأبعد الحدود .. كنت لاتجيد التعامل مع الإعلام. لم يتوقع الأمير أن يُسال هذا السؤال. ولكنه اعترف أنه فعلا لم يكن يعرف طبخة الإعلام وإنه تعلم كثيرا في أربعة أعوام. ذكر نقطة رائعة لم أتوقع أن تُذكر .. الصراخ ومناكشات خارج الملعب للفاشلين فقط، لذلك توقف عن الإعلام بمجرد أن اطمأن على انتصارات الملعب. بينما ارتفعت أصوات الهلال والأهلي والشباب. إنه حقيقة صراخ الفاشلين .. والأعذار الكثيرة لصرف الانتباه عن كوارث المدرب واللاعبين.

فرحتك غريبة .. فرحتك مستفزة .. دق الخشوم .. أي استفزاز للمنافسين. نظر الأمير لبتال بعتب ثم نظر للكأسين ليتأكد من حقيقة الإنجاز .. لم يعد يريد الاحتفالية .. ولكنه لايريد الخروج مهزوما من اللقاء .. كان يعتقد أن الأسئلة ستكون أقل شراسة وأكثر حنية .. لم يعرف أن القادم سيكون أصعب وأن بتال سيحمله كارثة هروب الأجانب التي كان يعتقد قبل اللقاء إنها نقطة إيجابية .. لاتستعجل يابطل الثنائية .. فمازال للحديث بقية.

حتى الفيلم الهندي لم يتركه بتال في حاله بل استحضره ولم يقتنع أبدا بالإجابة .. "فيلم هندي حزين في الملز" كانت حجة واهية. فختم بتال حوار الفيلم بأن الأمير يزيد الاحتقان في الشارع الرياضي بتلك الطريقة.

للأمانة كان الأمير فيصل بن تركي هادئا في اللقاء وعكس نضجا غير مسبوق .. تحمل كل شيء ولم يتذمر من حرارة الأسئلة .. فكسب الجولة وكسب بتال الاحترافية وصوت الإعلام الذي لا يعترف بالأصدقاء ولا الأعداء. إنها أخلاقيات الإعلام التي تجعلك لاتتحيز إلا للمهنية. إنه النموذج الأجمل .. فما أروع أن تصل لأقصى درجات الإثارة دون أن تفقد الرقي والرصانة والمصداقية.

بقي سؤال واحد قبل أن تذهب يا أمير "أين الجبرين وما هي قصة الشيكات المصدقة"؟