|


سعد المهدي
بيليه وحرب النجوم
2014-06-30

ملك الكرة السابق البرازيلي بيليه يتصرف دائماً على أنه مازال وسيظل ملك كرة القدم وسيدها وهذا أمر لن يوافقه عليه الجميع إذا افترضنا أن البعض قد يفعل ذلك تيهاً في الماضي، أو وفاء لزمن عاشوه ونجوماً عشقوهم حينها.

وما يفعله أشهر نجوم كرة القدم في كل العقود البرازيلي بيليه يفعل مثله بعض النجوم وفي مجالات مختلفة، وعلى خطاه يسير بعض نجوم الكرة السعودية السابقون، بل هناك من استطاعوا أن يغيروا تاريخهم إلى حال أحسن وأن يضيفوا له من الفضائل ما ليس فيه بفضل تعاطيهم مع بعض وسائل الإعلام، وتبني إعلاميين لملفاتهم إن إيماناً بنجوميتهم أو كيداً في نجوم آخرين دون أن يقدموا أي شيء للرياضة إلا الكلام في شؤونهم الشخصية من استعاطف للمشاعر أو إثارة للخلافات مع الأطراف الأخرى.

بيليه دأب على التقليل من أهمية أي موهبة صاعدة وتعطيل مسيرة أي نجم صاعد من خلال ضربة بتصريحات إعلامية في مناسبات مختلفة يتداخل فيها رغبة الوسيلة الإعلامية إما في الإثارة أو محاربة الموهبة الجديدة مع طبيعة بيليه التي تميل إلى الاقتناع أن لا موهبة غيره ولا يجب أن يزاحمه على القمة أي نجم فعل ذلك مع مارادونا وروماريو ورونالدو وميسي وحتى سواريز، فقد كان ربما الوحيد الذي أيد عقوبة (فيفا) له التي لم يقتنع بها أحد وهو ومنذ على الأقل ثلاثة عقود لا يفعل للبرازيل وكرة القدم في العالم سوى الكلام.

بعض النجوم الذين يحظون بالتقدير لعطاءاتهم السابقة أو لشعبيتهم حتى بعد تركهم الميدان يتصورون أن على الآخرين أن يستمعوا لهم طوال العمر بنفس الاهتمام وأن يعطيهم المجتمع الرياضي ذات الحجم من التقدير، كل ذلك دون أن يلعب أي دور إيجابي أو مساندة للأسرة الرياضية ولو بالابتعاد عن الإساءة لزملائه السابقين أو اللاحقين وإشعال الحرائق بين أوساط الجماهير.

جارنيشيا الموهبة البرازيلية الأسطورية الذي انتهت حياته على نحو مأساوي بفعل انغماسه في إدمان الكحول حظي بإطلاق اسمه على أحد استادات البرازيل التي تحتضن هذه الأيام منافسات كأس العالم، وبدأ في البرازيل مشروع تأسيس متحف لتراثه الكروي باسم (جارينشيا بهجة الجماهير)، ورغم ذلك مازالت ابنته روسانجيلا تقول إنه لم يحظ بالدعم الكافي من وزارة الرياضة البرازيلية، ولابد أن نتذكر أيضاً أن بيليه نفسه كان وزيراً لهذه الوزارة ولم يفعل، والحقيقة أنه في هذه المرة كان على حق، المهم دائماً أن نتذكر أن النجم يفرض حضوره بما يقدمه حين يكون على أرض الميدان، ثم بما يمكن له أن يقدمه لعالمه الذي خرج منه من خلال خدمته وليس التخاصم معه وابتزازه.