|


سعد المهدي
المستقبل الآسيوي الأفريقي المظلم
2014-07-03

منتخبات كوستاريكا وكولومبيا وبلجيكا وفرنسا الأقل حظاً في الفوز بالكأس، وألمانيا وهولندا والبرازيل والأرجنتين الأوفر، وهي قراءة منطقية لا يبتعد عنها معظم المحللين الفنيين والمتابعين من الجماهير.

فرنسا غير محظوظة بمواجهتها ألمانيا غداً الجمعة لذا فقد تم استبعاد فكرة حصولها على الكأس حتى لو حققت الأصعب وهو الفوز على ألمانيا، فيما يجيء ترشيح هولندا قياساً بما قدمته في الدور التمهيدي والبرازيل لأفضلية الأرض والجمهور والأرجنتين لوجود ميسي.

كذلك فإن مشكلة كولومبيا أنها ستواجه البرازيل، وكوستاريكا لأنها ستواجه هولندا، وبلجيكا حيث ستواجه الأرجنتين، هكذا يمكن بناء التوقع نظرياً أو كما يقولون على الورق لكن ذلك لن يمنع أن يحدث أحد هذه المنتخبات الأربعة المفاجأة ويقصي نظيره لكنه كما قلت أيضاً لن يحقق الكأس.

صعود أربعة منتخبات أوروبية ومثلها لاتينية مؤشر لاحتكار القارتين لكرة القدم وتربعها على عرش العالم وسبب ذلك إلى التزاوج الفني والمهاري بين لاعبيهما على مدار العقود الماضية خاصة الأخيرين منها، حيث كان لاعبو البرازيل والأرجنتين والأوروجواي والإكوادور وكولومبيا وتشيلي وبلدان لاتينية أخرى هم مداد الأندية الأوروبية وعمودها الفقري.

إن تجربة مارادونا مع نابولي انتهاءً بليونيل ميسي مع برشلونة مروراً بأسماء نجوم عديدة أثروا الأندية الأوروبية وجعلوا مسابقاتها تحظى بمواهب ونجوم غيروا طعم أدائها للأفضل وأضافوا له من إبهارات وسحر اللاتينيين ما جعلها نسخة عالمية يتفق كل عشاق الكرة على متابعتها ويصطبغون بألون أنديتها ويزداد ميولهم وتشجيعهم لها يوماً بعد آخر.

علاقة التزاوج الفني أيضاً كان لها مردودها على أداء اللاعب اللاتيني الذي اكتسب القوة البدنية والجدية والانضباط التكتيكي جراء تجربته الأوروبية والتعايش الاجتماعي والثقافي هناك ما خلق برازيل أخرى من 1994م بعد أن توقفت عند عام 1970م وأظهر لنا على السطح من جديد نجوما مثل شانشيز التشيلي (البرشا) والبرازيليين نيمار وراموس في (البرشا والريال) ودافيد لويز (تشلسي) وتياجو سيلفا (باريس سان جرمان) والأرجنتينيين دي ماريا (الريال) وأجويرو (باريس سان جرمان)، وسواريز الأوروجوياني (ليفربول)، ومعهم آخرين من كولومبيا وكوستاريكا يلعبون بين أندية إيطاليا وألمانيا وغيرها ليؤسسوا مرحلة جديدة للكرة اللاتينية تكشفت في دور الـ8 لمونديال البرازيل وقد تتعزز بفوز أحدهما بالمونديال بعد أن كان آخر مرة 2002م.

اللعب للأندية الأوروبية لا يعني جواز مرور لمنتخبات البلدان والدليل الأفارقة الذين ينسون الكثير مما تعلموه واكتسبوه في أوروبا وتتسلل الفردية وعدم الانضباط التكتيكي، كما أن الفرحة العريضة للجزائريين لأنهم خرجوا من دور الـ16 بصعوبة ناهيك عن الآسيويين الذين تتلاشى قيمتهم الفنية والبدنية في مثل هذه المناسبات، كل ذلك يعني أن هناك فارقاً واسعاً بين أوروبا وأمريكا الجنوبية من جهة، وأفريقيا وآسيا من جهة أخرى، ردمها ليس في المستقبل القريب وربما لا يتأتى أبداً.