|


د . رشيد الحمد
لماذا لانسعى إلى تمهير اللاعبين؟
2014-09-03

في كل منا جانب إبداع ما، وأحياناً موهبة ما، هذه الملكة الإبداعية التي نملكها هي موهبة قابلة للتوريث، فالموهبة في جانب كبير منها صناعة وتدريب، وكثير من المواهب والإبداعات هي صناعة وصنعة، وخبرة يأتي النبوغ فيها بالاهتمام والمتابعة والحرص والتدريب ومن هنا كان القول بتفوق التلميذ على الأستاذ حين يورثه الأستاذ مهارته، فيبدع التلميذ فيها ويتفوق على أستاذه، فقد كان علماؤنا الأوائل يتخذون من طلابهم من يتوسمون فيه عناصر النبوغ والذكاء فيعدونه لكي يكون خليفة لهم، يولونه بالرعاية، ويشملونه بالاهتمام، فيعلمونه العلم، وينقِّلونه أسراره، ويفتحون أمامه آفاقه الرحبة، ولعل هذا ما دعا الإمام الشافعي رحمه الله لأن يربط العلم بصحبة الأستاذ ورفقته حينما قال:

لن تنـال العلم إلا بستــة سأنبيك عن تفصيلها ببيـان

ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة وصحبة أستـاذٍ وطول زمان

بيد أن عملية نقل المهارة وتوريثها فإنه لا تقتصر عملية النقل على المهارة مجردة، بقدر ما ينتقل معها خبرات حياتية ومعرفية؛ لذا فعلى الإنسان العالم أن يخرج مهارته وعلمه للناس حتى تتحقق الاستفادة منه، وكتمه أمر يُبقِي الجهل على حاله، وهو ما يتنافى تماما مع ما جُعِل العلم من أجله، فيبقى العلم في نهاية الأمر نعمة من عند الله وجب نشرها.وحيث يحضر للمملكة سنويا العديد من اللاعبين الموهوبين الدوليين وبالذات في كرة القدم فماذا لو استفدنا من وجودهم في الأندية بحيث ينقلوا خبراتهم للاعبين الواعدين بالأندية من خلال فكرة مشروع من أن أي لاعب يحضر للمملكة ويتميز بامتلاك مهارة معينة أو خبرة محددة، في فن من المهارات الأساسية للعبة مثل التصويب أو التمرير أم الجري بالكرة أو المراوغة أو إجادة ضربات الرأس أو غيرها من المهارات الرياضية الكروية ؛ الأمر الذي ينبغي معه أن يستثمر هذه المهارة التي يتميز بها من خلال تعليمه للاعبين الصغار الموهوبين بالنادي ومعايشته لهم ليكون له بصمة عليهم في نهاية الموسم الرياضي، آخذا بمفهوم التوريث إلى عدد من اللاعبين الموهوبين بالنادي لا يتجاوز عددهم (5) لاعبين مثلا، معتمدا على ما يرسمه بالتنسيق مع المدير الفني والمدرب المسؤول عن هذه الفئة الموهوبة في خطته من برامج وآليات تمكنه من تحديد أهدافه ونقل الخبرات من اللاعبين البارزين غير السعوديين إلى لاعبي النادي المنتسبين له، باعتبار اللاعب الدولي المتعاقد معه أحد مصادر المعرفة والمهارة.وسيكون لها مردود إيجابي عليهم لعل منها:

1ـ الاستفادة من مهارات وخبرات اللاعبين المتميزين غير السعوديين.

2ـ تفعيل أدوار اللاعب المهنية المتميزة داخل النادي.

3ـ توسيع دائرة الممتلكين للمهارات المتميزة داخل النادي.

4ـ رفع درجات الحماس والمنافسة بين اللاعبين الدوليين لترك بصمة في النادي على لاعبيه الصغار الموهوبين.

5ـ رفع مستوى اهتمام اللاعبين الموهوبين بالمهارات.

6ـ تطبيق شعارنا في النادي (نحن نسعى إلى تمهيراللاعبين).