|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
المنتخب.. بطل العجب
2014-09-12

لأننا نعشق كرة القدم.. ولأنها ـ بلا بحث أو استقصاء ـ اللعبة الشعبية الأولى.. ولأنها باتت اليوم سلعة رائجة فلا بد أن نعتني بجودتها.. والجودة في كرة القدم تركز كثيراً على من يركلونها على المستطيل الأخضر.. إنهم صناعها.. الحرفيون الذين يرسمون مساراتها المسكونة بالدهشة.

غاب منتخبنا طويلاً عن وضع كان يمثل ـ قياساً بعمر هذه البلاد ـ مجداً كنا نزهو به ونحسد عليه.. كان تحقيق ذلك الجيل الصغير لكأس العالم للناشئين ـ في اسكتلندا عام 1989م – نبوغاً.. ولا بد أن تكون له أسباب؛ لأن المنافسة لم تكن في لعبة (يانصيب).. ولم تكن في رياضة فردية برز فيها واحد من ألف أو يزيد!.. لقد حققنا كأس العالم للناشئين بفريق فريد.. أجزم أنه من أعطى الثقة بمستقبل مشرق لكرة القدم السعودية لتكون رائدة على القارة الآسيوية بثلاث بطولات.. حاضرة في الأولمبياد العالمي أربع مرات.

ها قد غابت تلك الأجيال.. قالوا إنها طفرة حققها حافز (الحب) للكرة والهيام بالشعار؛ ولم يعد لها اليوم باقية، في زمن بات اللاعب لا يهتم فيه إلا بمن يدفع أكثر.. بلا (شعار) بلا فـ (نيلة)!

ربما كان ذلك صحيحاً.. تعالوا هنا نبحث عمن يركل الكرة في (الثمانيات).. ولن يكون إلا لاعباً موهوباً وما أكثر الموهوبين في الكرة السعودية.. ما زلت أتساءل.. أبحث عن أسباب أخرى للغياب.. ترقبت لقاءنا الودي بأستراليا في لندن.. رحت (أغرد) بحس وطني تفاؤلي: فرصة يا شباب.. هذه مباراة ودية وعلى أرض تعرفونها جيداً.. تخيلوا أنفسكم في (ادجور رود Edgware Road) تأكلون بوظة!.. ولم يمهلني الأستراليون طويلاً.. وصلوا إلى شباكنا سريعاً بهدفين لأصرخ في ضجر: ساح الآيسكريم.. هذا اللعب (الناعم) من الأبدان الصغيرة لا يجدي مع مقاس (XXXL).. تابعت المباراة وأنا اشفق على هؤلاء الشباب الذين يلعبون باسم المنتخب ـ بروح عالية لا تقبل التشكيك في حبها لوطنها ـ ويواجهون ظروفاً صعبة في لقاءاتهم مع المنتخبات الغربية.. رحت أغرد مانحاً لهم العذر ـ حتى قبل أن يتغلبوا على ظروفهم ويلحقوا بالاستراليين ـ معلقاً الإخفاق على تلك المشكلة الأساسية في الكرة السعودية.. نعم، القدرات البدنية، لا يمكن أن تعوضها المهارة خاصة في الناحية الدفاعية. في المدارس البريطانية يتناول الطلبة ـ بالمجان ـ الحليب والفاكهة والخضار واللحوم والبقول والخبز والأرز والمكرونة والأسماك والأجبان، وفي مدارسنا يباع (فطير) مغلف بورق (السلوفان) وعصير خال من المواد الحافظة والألوان.. هكذا يقولون.. وأنا أقول ربما ساخراً والأكيد أنني جاد: أوقفوا بيع فطيرة الجبنة (الرديئة) الخالية من الجبنة في المدارس وذلك العصير الخطير وسيفوز المنتخب!.. إنها معادلة تبدو بسيطة ضمن معادلات أخرى ما تزال بلا حل!.. إنها ثقافتنا (توجهاتنا).. تلعب ضدنا وتحمل أبناءنا مسؤولية الخسارة.

إلى اللقاء.