أتمنى أن تصلك رسالتي وأنت في مقر الاتحاد الدولي تستعد لفترة انتخابية جديدة وتسهم في تطوير كرة القدم بالشكل المطلوب وأن تكون بأتم الصحة والسعادة. عزيزي السيد بلاتر. لقد اختارك العالم لتكون القائد الأول لكرة القدم من حيث تطوير مستواها ومتعتها وأنظمتها ولوائحها وقوانينها والحفاظ على شعبيتها الهائلة عند الجماهير العالمية، لذا فإنك تملك القرارات الاستثنائية لرفع الظلم وإحقاق العدل ومحاربة سطوة المال والإعلان والمراهنات خصوصا وأن الموضوع يخص الملايين من مشجعي نادي الهلال السعودي في مختلف أنحاء العالم وهو فريق استحق ببطولاته زعامة الكرة السعودية والخليجية والآسيوية. وأنت لا ترضى بأي تلاعب أو ظلم أو قصور وقد سبق تدخلك في مناسبات كثيرة كان أهمها انتخابات مجلس الاتحاد الدولي ومحاربتك بحزم لجميع أشكال الفساد والرشاوى. ولهذا كل ما أطلبه منك كمتابع رياضي هو أن يشاهد سعادتكم مباراة الهلال السعودي وسيدني الأسترالي في الذهاب والإياب. بمعنى ثلاث ساعات من وقتك الثمين لأمر في صميم عملك وخبرتك وعندها سترى العجب العجاب الذي ربما لم يسبق أن شاهدته في تاريخ كرة القدم العالمية. فالهلال لعب شوطا كاملا في مباراته الأولى مهاجما ومسيطرا على جميع أوقات المباراة ماعدا أوقات محدودة نجح فيها الفريق الأسترالي من تسجيل هدف وحيد، في حين أضاع الحكم الإيراني ضربة جزاء واضحة.
أما المباراة الثانية فكانت من العجب العجاب التي لم أشاهد في تاريخ متابعتي الرياضية مباراة مثلها. فهناك فريق يهاجم طوال المباراة وتضيع منه عشرات الفرص ويسيطر بمستوى متميز وسط حضور هائل من الجماهير تم إعادة مثلهم قبل وقت المباراة بساعات نظرا لازدحام الملعب في ظاهرة تدل على شعبية الهلال وحب الشباب لكرة القدم. ولكن المصيبة الكبرى هي في حكم المباراة الياباني المطرود من كأس العالم ومن الاتحاد الياباني ليلغي احتساب ثلاث ضربات جزاء صحيحة كانت كفيلة بفوز الهلال بثلاثة أهداف نظيفة ويدمي قلوب الملايين ويفتح المجال على مصراعيه للتشكيك في أمانة لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي ويبدأ الحديث متداولا عن الرشاوى والمراهنات التي تنتشر في القارة العجوز (آسيا) لتضع علامات الاستفهام عن الأداء العجيب لهذا الحكم الغريب الذي لم يحكم بالعدل وإنما بتجاهله لقانون كرة القدم في منع احتساب هذه الركلات يساعده حكام الخطوط الذين سكتوا على تهاونه وعدم دقته.
عزيزي السيد بلاتر. عندما أكتب لك وأنا قد عاصرت الرياضة لسنوات طويلة وتابعت مشاعر الجماهير السعودية والعربية وقرأت ما كتب في الصحافة العالمية عن هذه المباراة وعدم احتساب ضربات الجزاء ومنهم النقاد الرياضيون في أستراليا أدركت الحاجة الماسة لتدخلك الشخصي لإنقاذ كرة القدم في آسيا، فالمجاملات تؤطر للعلاقات هنا ولم يصدر أي ردة فعل من رئيس الاتحاد الآسيوي الذي حضر المباراة وشاهد الظلم ضد الهلال، وإذا كان في الملعب لم يشاهد جيدا فكان من المناسب إعادة مشاهدة المباراة وتكوين لجنة محايدة للنظر في أحداثها الأليمة. أخيرا السيد بلاتر نريد أن تبحث لجنة الحكام الدولية في الاتحاد الدولي هذه الأحداث الذي مكنت فريقاً لا يعرف كيف يصنع الهجمة ولا يقدم مستوى جيدا ليلعب في مونديال كأس الأندية وعندها ستجد أن القرار هو سحب المباراة وإعادتها لصاحبها المستحق لها وطبعاً طلبي هذا غريب فالمباراة انتهت وتوج سيدني بالكأس، لكن الأمور لازالت باقية وقد يخطئ الحكم في تقدير هدف أو طرد لاعب أو غير ذلك لكن أن يفعل ما فعله الياباني فهذه قمة الظلم الذي لا يرضاه سعادتكم.
أكرر شكري وتقديري لشخصيتكم الرائعة، وأثق برأيكم ومتابعتكم للحدث عبر مشاهدة المباراتين وعدم الاعتماد على أحد وبعدها يمكن مناقشتها مع من ترى من مستشاريك ومعاونيك في مقر الاتحاد. ذلك أنها مهمة جدا وتخص مباراة على بطولة لأكبر القارات مساحة وسكاناً ولأنك مسؤول عادل ضد الفساد والتلاعب والأخطاء المقصودة).
هذه رسالتي للسيد بلاتر أرجو من محبي العدالة والإنصاف من عاشقي الهلال وعاشقي الكرة الجميلة ترجمتها وإرسالها إلى عنوانه في مقر الاتحاد الدولي في سويسرا. كما آمل أن يتحرك الاتحاد السعودي لكرة القدم ويسجل اعتراضاً واضحاً ويكون قوياً في مناقشة الأمر، فالموضوع لا يخص الهلال فقط وإنما يخص كرة القدم السعودية وهذا قصور فادح وضعف واضح في اتحادنا السعودي الذي شاهد الظلم وبقي متفرجاً وكأن الأمر لا يعنيه.