اختلف معي اختلف.. سترى وجها مختلفا.. ستجدني أترصد لك في كل مكان فقط لأنك مختلف.. فانا المقياس وأنا المسطرة وكل شيء غيري منحرف.
الآخر هو المتعصب.. الآخر هو المتطرف.. الآخر هو المخيس.. اما انا فدائما على حق.. أي جهل نعيشه فهذا جوهر التطرف.
يضُرب مشجع فقط لأنه يحمل شعار فريقه في مدرج آخر..
بأي حق يُضرب؟
هل يرضى أي انسان ان يُحاصر في المدرج ؟
يحطم متعصب صور لاعبي المنتخب.. ويمزق فقيرا مبلغا هو به احوج.. وينحر اخر حاشيا لان الهلال خسر.. صدقوني الحاشي اعقل من صاحبه.
لم اتصور اننا سنصل لهذه الدرجة.. يضرب بعضا بعضا.. يقتل بعضنا بعضا.. والمسوغ انه مختلف.. ننظر للرجل من رأسه إلى قدميه بحثا عن شيء نكرهه.. إذا كان اسودا كرهناه.. واذا كان ابيضا كرهناه.. واذا كان من قبيلة او طائفة او دينا مختلفا قتلناه.. فالكره وقودنا.. وكل قلوبنا.
أي قلوب تحتمل كل هذا الحقد؟
كيف نستمتع بالحياة ونحن نحمل ما نحمله؟
سنجد الف سبب وسبب للكره.. وإذا لم نجد اختلقنا ما نكرهه.. يحركنا الكره.. يحركنا الغل.. هذا هو الارهاب.. هذا هو التطرف.. هذه هي البدائية.
لا يوجد سبب للعنف.. لضرب انسان مسالم لم يعتد على احد.. لقتل طفل.. لقتل امرأة.. لإهانة رجل فقط لأنه لا يشبهنا.
الاختلاف هو الاصل.. تصوروا حياتنا بلون واحد.. أي ملل.. أي فتور.. أي موت.. فاختلاف الالوان سر الوجود.. سر الحياة.. إذا كنت لا ترى إلا لونا واحدا فأنت اعمى.
لدي صديق نصراوي لا اسميه إلا العالمي.. الاختلاف بيننا جعل للمباراة طعما مختلفا.. جعل الفوز مغمسا بالإثارة.. اصبح التحدي اجمل.. فالاختلاف متعة.. الاختلاف نعمة.
مشكلتنا اننا لا نجيد التعامل مع الاختلاف.. نحول القضايا لحياة وموت.. فتغضبنا اتفه الاسباب.. ويجد عندنا المحرض رزقا عظيما.. يحركنا مثل الدمى.. تغلغل عبر حقدنا فسخرنا لحقده.. فالحقد رحم التعصب والعنصرية والتطرف والإرهاب.
هناك من يحاول جرنا لذلك المستنقع ولكن الرياضة خُلقت للترفيه ومن يريد تحويلها لحرب.. فيجب ان نطرده كالكلب الأجرب.