|


د . رشيد الحمد
إلى جنة الخلد يا ملك الإنسانية
2015-01-29

لم يتفق شعب في العالم على حب حاكمه كما اتفق الشعب السعودي على حب والدنا الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين (رحمه الله) وهذه هي الحقيقة، لم نرَ ملكاً تعلق صورته على كل سيارة أو تعلق في كل غرفة من غرف المكاتب أو في البيت يعلقها الصغار قبل الكبار، وتُرفع على الأعناق في كل مناسبة رياضية أو اجتماعية أو احتفالية طلابية سواء جامعية أو تعليم عام بنات أو بنين. لقد أصبح الملك عبدالله (رحمه الله) جزء لا يتجزأ من يومنا، بل من حياتنا يعيش معنا، نتتبع أخباره كالمعجبين بنجومهم ومحبيهم، طلب منا الدعاء له في قولة مشهورة (لا تنسوني من دعاؤكم) فأصبحنا ندعو له في صلاتنا، نتألم ونحزن لمرضه وحزنه نشتاق له في غيابه، ونفرح بشفائه وسعادته وطلته الجميلة وأحاديثه الأبوية الحانية ونذكره في لحظات سعادتنا وأفراحنا وسرورنا. أسرنا بحبه وأصبح محور أحاديثنا في مجالسنا، يعرف الوضوح يتقرب بعمله إلى الله مخلصاً في حديثه صادقاً في وعده يعطي كل مواطن حقه بعيد عن المجاملة، في عصر المواطن يعرف كل ما يدور حوله فجعل الوطن شامخاً في أعين مواطنيه لعدله ومحبته، حتى أنه قد قال له أحدهم ذات مساء، إن لم تعد من غيبتك أخذنا الوطن وأتينا لك به حيث أنت، وقف بنفسه على مشاريع الخير في بلادنا فتصافحت معه فهو رجل التعليم الأول فتبنى مشروع تطوير التعليم بالمملكة (تطوير) فانبثق منه مشروع الخطة الإستراتيجية الوطنية للرياضة المدرسية التي تخدم وتطور الرياضة المدرسية والنشاط الرياضي بمدارس التعليم العام لينعكس ذلك على الرياضة السعودية بشكل عام ووافق على الإعلان عن الاتحاد السعودي للرياضة المدرسية حتى ننافس على المدى القريب والمتوسط والبعيد الدول الأكثر منا تقدماً.. التي علينا أن نلاحقها.. ونواكب إنجازاتها.. وتبنى ـ رحمه الله ـ إنشاء عدد (10) مدن رياضية في مختلف مناطق المملكة لضمان مستقبل واعد للرياضة السعودية ويتابع كل منجز رياضي ويدعم المتفوقين والبارزين في كل منشط رياضي أو علمي الخ ويستقبلهم ويشد من أزرهم، محب للإنجازات والأخبار السارة لكل الشباب، ونتذكر بلا شك توجيهاته فعندما استشعر الإخفاق في كرة القدم السعودية تبنى تشكيل فرق عمل لتطوير هذه الرياضة بمشاركة مختلف القطاعات المهتمة وذات الاختصاص، يقول ـ رحمه الله ـ لا أنام حتى أسال وأطمئن على أحوال أبنائي الشعب، أجبر ـ رحمه الله ـ الجميع على أن ينظر للمستقبل بنظرة تفاؤل، فأصبح يريد الخير لشعبه ويردده في كل محفل ومناسبة، يخاف الله ونقل كل شيء لوزرائه عندما قال لهم (من ذمتي لذمتكم)، الملك رحل لكن أعماله وذكراه ستظل عالقة في أذهاننا ما حيينا، سائلين الله أن يجعل ما قدمه في ميزان حسناته، والله يحلله ويبيحه ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، فإلى جنة الخلد يا ملك الإنسانية.. والله المستعان وعليه التكلان.