|


د . رشيد الحمد
حكام المستقبل
2015-02-04

كرة القدم تعد من أهم الرياضات في المملكة كونها اللعبة الشعبية الأولى في المملكة وتحظى باهتمام ومتابعة الكبير والصغير وتصرف عليها إدارات الأندية كل ما تملك من وقت وجهد ومال ويمارسها شبابنا بكل محبة وتنافس ، وعلى مدى بعيد ظل التحكيم السعودي مثار شكوى وتظلم العديد من الأندية وقبلهم اللاعبين بل ظل هو الحلقة الأضعف في لجان اتحاد الكرة ، ورغم ما مر به الحكم من تطوير على مدى مسيرة الاتحاد خلال الأعوام السابقة إلا أن المتابع لم ير تقدما يستحق الذكر ، ونحن كمتابعين لحال التحكيم نرى بأنه كلما ارتفع سن الحكم وزادت خبرته كلما قل أداؤه داخل المستطيل الأخضر حيث أن هناك علاقة عكسية مابين اختبارات السرعات والسن كما أنه يتوقع أن يكون هناك تناقص للعمل الهوائي واللاهوائي عندما يقترب من نهاية المباراة وخاصة الحكام كبار السن ، واستبشر الجميع بالخطوة المتأخرة التي اتخذها وأعلن عنها اتحاد الكرة من قبل رئيس اللجنة عضو المجلس عمر المهنا بتبني مجموعة من الحكام صغار السن كنواة حكام المستقبل تعد خطوة ممتازة لكي يكون لدينا اهتمام بحكام من سن مبكرة ، والذي من خلاله تم اختيار مجموعة من حكام صغار في السن ثم وضع إستراتيجية لهم من هذا السن من خلال دراستهم للقانون بجميع مواده بالإضافة إلى جودة التحركات الفنية داخل الملعب والتعود على القرب من مكان الحدث وتحكيم عدد من المباريات كل حين وآخر خلال العام بقيادة مباريات على مستواهم وقدراتهم ويتم ترقيتهم من درجة لأخرى من خلال القدرات البدنية والفسيولوجية والفنية والتي يمكن إخضاعها للتدريب وفق الأسس العملية المتخصصة أي من قبل مختصين على مستوى عال من الكفاءة والتميز وإحضار محاضرين على مستوى من الكفاءة والقدرة وبالذات في مجال التدريب والتحكيم ، حتى تظهر لنا بادرة حكام سعوديين على مستوى يواكب التطور الاحترافي الذي تشهده اللعبة في المملكة كما نراه الآن في الحكام الأوربيين والحرص على التأكيد عليهم بمتابعة أوزانهم ولياقتهم وتقدمهم وإجراء اختبارات (كوبر) لهم بين الحين والآخر وفق المعايير الدولية وما زلت أرى بأنه يمكن اختيار حكام المستقبل اقل من عشرين عاما وليس بالضرورة أن يكون السن فوق عشرين عاما . ونحن ندرك بأن الحكم هو الوحيد خلال المباراة التي تعلق عليه شماعات الإخفاق ويطالب بتطبيق كل وسائل العقاب عليه فإننا نتمنى أن تكون هذه الخطوة بداية لمستقبل تحكيمي واعد لنتخلص من خلاله من سوء ومعاناة التحكيم الذي لازم رياضة كرة القدم في جميع مراحلها السابقة وان يكون العمل كما وعدنا به وسمعنا عنه استراتيجي لا يخضع لأشخاص بل هو عمل له مدى وتكاملي وبانتظار مولد حكام نفخر بهم وبتواجدهم في الساحة.