|


د . رشيد الحمد
حساسية موقف الرئيس
2015-02-18

تكمن حساسية وخطورة الإشراف على فرق كرة القدم من قبل رؤساء الأندية في إنه عملية ترتبط بتقديم خدمات متعددة الجوانب بوصفه (قائد)، وتشمل المدرب واللاعب والإداري والمشجع، بغرض تحسين وزيادة فاعلية الأداء للفريق داخل أرض الملعب ليحقق أهدافه كما يظهر ويكسب ثقة ورضا الإداريين والجماهير، ومما يزيد دقة الموقف من الإشراف من قبل رئيس النادي حرجاً أن من يقوم بالإشراف إنسان له من المواصفات الشخصية والمكانة، ما يطغى في كثير من الأحيان على مواصفات ممارسته الفعلية مما يؤثر في عملية الإشراف إيجاباً أو سلباً، ويزيد من خطورة الإشراف أيضا ارتباطه بالتعامل مع الحكم والإعلام فيما تعود مخرجاته إلى المتابعين من جميع الفئات السنية الصغار والكبار الذي هو موضع الاهتمام الحقيقي، فقد تقابل بالرضا أو الرفض، ورئيس النادي في ظل مهامه الجسام وما يقدمه من دعم مالي ومعنوي لفريقه على اعتبار أنه المسؤول الأول عن تطوير فريقه أمام الجماهير التي لا تعرف إلا الرئيس وتحاسبه، فيخرج في بعض المواقف عن طبيعته الإنسانية الجميلة التي ترتبط عادة بصفات الرئيس كقدوة للجميع وممثل لمحبي النادي، وما حدث من تصرف من رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي في مباراة فريقه أمام الرائد والتي انتهت بالتعادل (2-2) في ظل ضعف أداء حكمها وارتكابه أخطاء متكررة غيرت مجرى المباراة، تعد حركة غير مألوفة من الأمير وبالذات منذ أن صنع فريقا قويا يأخذ بيمناه، ولا تعد مقبولة في ظل أنه يملك القوة في اتحاد الكرة في ظل اللوبي المعمول به في الانتخابات، واستشعاراً لخطورة الموقف انتقده الكثير، متناسين سقوطاً واضحاً للتحكيم في مسابقات دوري جميل، وهكذا في باقي المسابقات، والدليل تكليف الحكم تركي الخضير لقيادة أهم مباريات مسابقة ولي العهد الأمين في جميع أدوارها النهائية، مما يؤكد تدني مستوى الحكام في ظل ارتفاع المنافسة، ولأن الاتجاه السائد هو دعم الحكم الوطني على اعتبار الحكم عنصر هام من عناصر المسابقة، فنجاح المباراة يعني وجود حكم مؤهل قادر على الاتجاه بها إلى بر الأمان، وأيا كانت نتائج المباريات فإن أهمية تطوير الحكم السعودي من قبل لجنة الحكام والحرص على تكليف الحكم المناسب للمباراة المناسبة أصبح مطلباً ضرورياً في ظل اشتداد المنافسة، وعلى كل حال الإشراف على الفرق من قبل رؤساء الأندية لا تجد اختلافا عليه في الوسط الرياضي بالقدر الذي تجده الآليات والممارسات والسلوكيات المتعلقة بعمليات الإشراف، فكل منا يتذكر تصريحات رئيس الشباب السابق خالد البلطان وغيره، غير أن طبيعة هذه التصريحات الساخنة من قبل رؤساء الأندية تقتضي البحث عن الرؤى والأطروحات من قبل اتحاد الكرة ولجانه المختلفة التي تسهم في تطوير عملية الإشراف من قبل رؤساء الأندية على فرقهم الكروية، وسيتفاجأ من تتاح له فرصة الإشراف على فرق كرة القدم بضخامة ما يصادفه من معضلات.