|




د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
عبد الحكيم بن مساعد وبطل قد يحترق
2015-05-27
تعد لعبة التنس من الألعاب الأولمبية الواسعة الانتشار في جميع أنحاء العالم لزيادة عدد الممارسين والمشاهدين نظراً لارتفاع شدة المنافسة بين اللاعبين من خلال تنوع اللعب بين لعب دفاعي وهجومي وأمامي وخلفي، الذي يتطلب حسن إعداد وتحكم جيد في حركات القدمين والتوافق العضلي العصبي، وصناعة بطل في التنس ليست بالأمر السهل، حيث يتطلب إعداده والاهتمام به منذ سن مبكرة وتكثيف التدريب اليومي حيث يصل إلى ما بين 6ـ8 ساعات يومياً ويحتاج اللاعب الناشئ أن يلعب خلال العام عدداً من المباريات لا يقل عن (80) مباراة ومع لاعبين على مستوى عالٍ من الكفاءة حتى يستفيد، فضلاً عن نوعية التدريب الجادة التي تشبه إلى حد كبير تعلم المواقف الفنية والمهارية التي تحدث خلال المباراة الرسمية.
وفي الواقع أن المملكة تفتقد إلى اللاعبين الموهوبين في جميع الألعاب الرياضية نتيجة عدم وضوح الفكر الاحترافي للعديد من أولياء الأمور فيما يعتبر البعض من الآباء أن هذا يحتاج إلى تضحية لمستقبل ابنه التعليمي ولهذا ارتبطت إنجازات الاتحاد السعودي للتنس خلال العامين الماضيين باللاعبين سعود وعمار الحقباني اللذين عاشا في أمريكا في أفضل الأكاديميات العالمية للعبة على نفقة والدهما الدكتور فالح الحقباني، الذي يعمل في الملحقية التعليمية بسفارة خادم الحرمين الشريفين بأمريكا، والذي ألحقهما منذ الصغر في معاقل التنس بأمريكا وأصبح حالياً وجودهما مع المنتخبات السعودية في فئة الناشئين والشباب على وجه التحديد يخيف المنتخبات الخليجية والعربية، بل الآسيوية لأن وجودهما يعني الفوز بالذهب فيما كان حظوظ منتخباتنا في السابق خلال المشاركة التمثيل فقط واليوم للفوز لحصد الذهب.
فهذان اللاعبان سعود وعمار يمران حالياً بمفترق طرق نحو النجومية والاستمرار بها أو التنازل عن الوصول للعالمية والاكتفاء بما حققاه حالياً فقط وذلك للمصاريف المالية التي يحتاج إليها اللاعبان للاستمرار في الأكاديمية، فوالدهما يدفع سنوياً ما يعادل (120) ألف دولار لاستمرارهما بالأكاديمية التدريبية وهذا المبلغ لا يستطيع والدهما ـ على حد علمي ـ الاستمرار في دفعه سنوياً، وكذلك الاتحاد السعودي للتنس ذو الميزانية المحدودة، وللمحافظة على الأبطال والمواهب المعدة إعداداً متميزاً، ولأنهما لا يكلفان اتحاد اللعبة أو اللجنة الأولمبية أي تكاليف أخرى فيما يتعلق بالمعسكرات التدريبية أو المدربين أو الإداريين أو المتابعة لتكفل والدهما بذلك، ولقربي ومعرفتي بوالدهما وعائلته التي تدفع من مصروفات العائلة الخاصة وهي مستورة الحال، فإنني أرى أن يكون هناك تدخل من اللجنة الأولمبية السعودية ومن قبل الأمير عبد الحكيم بن مساعد الأمين العام على وجه التحديد بالتدخل الشخصي لمعرفة أحوال اللاعبين حتى لا نخسرهما وذلك بالعمل على تخصيص مبلغ مالي لهما سنوياً يعادل (120) ألف دولار للصرف عليهما لتخفيف العبء عن والدهما أو إلزام اتحاد التنس بتخصيص هذا المبلغ من ميزانيته السنوية وهذا المبلغ زهيد إذا نظرنا إلى صناعة نجوم قد لا يتوافر إعداد مثلهما على مدى بعيد مع طلب تقارير وفواتير ومستندات رسمية من الأكاديميات وعمل زيارات فنية من المختصين باللجنة واتحاد اللعبة لمتابعة تقدمهما ومسيرتهما، والحقيقة أنه منذ أن تأسس الاتحاد السعودي للتنس وبدأ نشاطه عام 1399هــ 1400هـ وهو لم يستطع صناعة بطل يعتد به في المحافل الدولية، بل اكتفت اللعبة بالمنافسة على المستوى الخليجي وبعض الحضور في البطولات العربية واليوم نفوز بالذهب في البطولات الخليجية والعربية والدولية والآسيوية وإن أردنا مستقبلاً باهراً للعبة يجب التحرك قبل أن تحترق نجوميتهما والعمل على احتوائهما.

وقفة:
ـ أحد المسؤولين في أحد الاتحادات الخليجية عرض على والدهما رعاية اللاعبين والصرف عليهما بعد أن شاهد مستواهما الفني ووجه والدهما له الشكر له والاعتذار.
ـ تبني اللاعبين في هذا الوقت مطلب سواء من اللجنة أو اتحاد اللعبة.