|


سلطان رديف
رجل الحرس (الوطني)
2015-11-15
أستغرب كثيراً أن يبقى أي مسؤول أياً كان في موقف المتفرج وهو يشاهد قضية أو مشكلة يفترض به أن يبادر بحلها من باب القيام بمسؤولياته كمسؤول ولا يُقبل أبداً أن يبدأ أي متضرر بالعمل عبر وسائل الإعلام لكي يصل لحل مشكلته أو يستنهض المسؤول ليقوم بمسؤولياته في ظل معرفة المسؤول المسبقة بهذا الضرر، وما يدعو للانزعاج أن يخرج المتضرر ويعلن أن هناك من تجاهل قضيته ولم يتفاعل معها رغم المخاطبات وهذا بلاشك هو دليل على أن هذا المسؤول فاقد لحس المسؤولية المناطة به.
نادي نجران بلاشك هو القضية والمتضرر والمسؤول يعلم قبل بداية الموسم أن جميع مبارياته سوف تقام خارج أرضه، وأنه سيتم نقل مقر الفريق للمنطقة البديلة التي سيلعب فيها، وأن هذا سيترتب عليه الكثير من الواجبات التي تكفل الاستقرار التام لهذا الفريق وتحمل كافة التبعات وتحقيق كامل التجهيزات خاصة أن هذا واجب وطني قبل أن يكون واجبا عمليا مناطاً بالاتحاد السعودي لكرة القدم، ولكن أن يخرج رئيس النادي أكثر من مرة يسرد معاناته وتجاهل خطاباته ويترك الفريق يواجه كافة المشكلات دون حل جذري فأعتقد أن الأمر يحتاج لوقفة حزم ولكن عادة سوء الإدارة يخلق المشكلات التي قد تتطور وتصبح أزمات لسبب غياب الحكمة في التعاطي مع القضايا وأبعادها وانعكاساتها بالنظر لأسبابها.
ولكن ولله الحمد في هذه البلاد هناك ولاة أمر لديهم الحكمة في احتواء القضايا ومعالجتها والتدخل في الوقت المناسب، ومن هنا لابد أن نشيد بمبادرة وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز الذي قدم حلولاً جذرية وسريعة لنادي نجران رغم أن القضية قضية رياضية، إلا أنه استشعر أهميتها وأثبت من خلال مبادرته أن الحرس الوطني ليس مؤسسة عسكرية فقط، بل هي جزء من المجتمع في كافة قضاياه، وتساهم بشكل فعال في تسخير كافة الإمكانيات لخدمة المجتمع، والتي سبقها بمبادرته في تعيين الممرضة أريج القحطاني في مستشفى الحرس الوطني نظير عملها الإنساني، وأيضاً تعيينه للشاب فهد الشمري تقديراً لشهامته في تبرعه بالكلية للطفل اليتيم، فما ذكرت هي شواهد ثلاثة وليس كل ما يمكن قوله وسرده للمسؤول الذي يحمل روح الفروسية ويستشعر حجم المسؤولية، ودروس في الإدارة لكل مسؤول بأن يعلم أن المسؤولية هي المبادرة في علاج القضايا والمشكلات، وأنها أمانة وطنية ومجتمعية وضعها ولي الأمر في عنق كل مسؤول، وهي استشعار بقضايا الناس وقضاء حوائجهم، وإن الإداري الناجح والمسؤول هو من يضع الحلول وليس من يبحث عن حلول خاصة عندما يكون صاحب قرار ويملك اتخاذه.
في الختام كنت أتمنى أن يصدر بيان أو يصرح مسؤول في اتحاد القدم ليقول كلمة شكراً لوزير الحرس الوطني، ولكن من الواضح أن السبات عميق.