|


سلطان رديف
هدم أو تعهد مفتوح
2015-12-13
الشفافية دائماً تريح المسؤول وهي في الوقت ذاته رسالة أمان للمجتمع وأي مسؤول ينتهج منهج الشفافية تجده الأكثر قرباً وتأثيراً وقبولاً لدى المجتمع، وكلما زاد مستوى الشفافية كان الإنتاج أكثر؛ لأن الغموض في أي عمل لا يخلق بيئة عملية منتجة بل هو دليل على عدم ثقة المسؤول بعمله وأدواته وعدم وضوح الرؤية أو أن هناك قصوراً يتم إخفاؤه أو خطأ لابد من التستر عليه وفوق هذا كله هي رسالة سلبية لكل من يعمل في تلك الدائرة ويقلل من حجم المصداقية وأي دائرة أو وزارة أو مؤسسة عملها مرتبط بالمجتمع لابد أن تنتهج مبدأ الشفافية المطلقة لأن من حق المجتمع أن يعلم بكل وضوح عن تفاصيل الخدمات التي تقدم له سلباً كانت أو إيجاباً.
ملعب الأمير عبدالله الفيصل وقبل عام ونصف نشرت عبر صحيفتنا "الرياضية" وفي صدر الصفحة الأولى أن هناك مشاكل كبيرة في هذا الملعب وأن القرار الذي تم اقتراحه هو هدم الملعب وإعادة بنائه وكانت لدي في ذلك الوقت معلومات أكيدة بأن أساسات الملعب لا يمكن أن تتحمل بناء جديد فوقه ناهيك عن البنية التحتية التي تحتاج لإعادة بناء وأنه تم البحث عن المواد الإنشائية الأقل وزناً لتكون المكون الأساسي للبناء المضاف لتلافي أحمال كبيرة على الأساسات الموجودة وأن هناك توصيات من الإدارة المختصة في الرئاسة في ذلك الحين بعدم صلاحية الملعب من الناحية الإنشائية بغض النظر عن وسائل السلامة الأخرى وللأسف تم نفي الخبر في ذلك الوقت.
اليوم وبعد أن أعلنت الرئاسة بكل شفافية أن الملعب يحتاج للكثير من التغييرات وأن العمل به سيستغرق عامين قادمين عقب توصيات مكاتب استشارية متخصصة، فلا يهمني هل كان الخبر قبل سنة ونصف صحيحاً أو غير صحيح ولا يهمني متى سيتم افتتاح الملعب ولا يهمني 90 مليوناً وأكثر صرفت للترميم ولا يهمني من أخطأ الرئاسة أم المكاتب الهندسية والاستشارية التي باشرت العمل وقدمت الاستشارات بل المهم والأكثر أهمية سلامة ما يقارب 30 ألف شخص سيحضرون على مدرجات الملعب لسنوات عديدة بعد افتتاحه هذا هو الخط الأحمر الذي هو أولى الأولويات وأهمها وهي الأمانة التي نُحملها من اليوم أعناق كل من سيباشر هذا العمل ولعل هدم الملعب الذي أنهى سنينه الافتراضية ليس بخطأ بل الخطأ أن نستمر على أساسات ملعب أنشأ منذ ما يزيد على 50 عاماً ولعلي أعلم أن الكثير من المشكلات لم تتضح إلا بعد إقرار المشروع والكشف على الكثير من البنى التحتية التي تفاجأ بها المهندسون بأنها متهالكة ومن أهمها الأعمدة والأساسات وكيابل الكهرباء وتمديداتها، لذا فإن المجازفة هنا مرفوضة وعلى كل شركة تقبل المجازفة بهذا العمل أن توقع إقراراً خطياً بتحمل جميع النتائج السلبية التي نسأل الله عدم حدوثها سواء كانت مالية أو جزائية أو قانونية أمام الدولة والمجتمع ما دام أن هذا الملعب مفتوح يستقبل الجمهور.