|


سلطان رديف
لا يستحقون الرئاسة
2015-12-20
عندما أنظر إلى الترشيحات التي نسمع عنها وينشر أصحابها أخباراً لهم عن نيتهم للترشح لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم فإني حتى الآن لا أرى من يستحق هذا المنصب وهذا ليس تقليلاً منهم فجميعهم رجال أكفاء نقدرهم ونحترمهم وتربطنا بهم علاقة صداقة ومحبة ولكن في مثل هذه المناصب والاستحقاقات ليس للعاطفة مكان، فالسنوات الأربع الماضية كانت درساً قاسياً لابد أن نتعلم منه.
رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم تحتاج إلى أن نقدم لها من يملك القدرة والشخصية والثقل المحلي والدولي ويملك عمقاً وعلاقات مع المجتمع الدولي وقياداته، فنحن لسنا في حاجة إلى رئيس يدير أعضاء أو لجاناً، بل نحن في حاجة إلى رئيس يدير منظومة وإعادتها لتكون محور العمل والثقل والقرار سواء على الصعيد القاري أو الدولي وأن يكون قادراً على صناعة المنجز في الوقت الذي نعاني فيه من غياب المنجز.
كرة القدم مقبلة على الكثير من التطورات والتغيرات على عدة أصعدة وهذا التطور يحتاج إلى أن نوجد اتحاد قدم يملك القدرة على مواكبتها وفهم أهمية هذه اللعبة في المجتمع وأنها المتنفس الوحيد والمهم لأغلب شبابها وأنها صناعة تقف على أعمدة الاستثمار وتملك رأسمالاً كبيراً من أندية وجمهور وإعلام، ففهم الاستثمار وأدواته والإعلام ومنصاته والجمهور وانتماءاته والأندية ورغباتها يحتاج إلى شخصية تملك مفاتيح التعامل مع تلك المتغيرات وهذا بلاشك يقودنا إلى أمر مهم آخر هو أن الرئيس لن يستطيع أن يحقق النجاح إلا عندما يكون لديه أعضاء مجلس إدارة يستطيعون التعامل مع بيئة العمل وأن يكون كلٌ منهم مكملاً للآخر من خلال العمل الميداني فلسنا اليوم بحاجة إلى شخصيات تنظيرية بقدر ما نحن بحاجة إلى شخصيات عملية تستوعب أهمية العمل الميداني في إطار الأنظمة واللوائح التي عانينا من عدم التقيد بها خلال السنوات الأربع الماضية وأن تكيف تلك الأنظمة واللوائح لخدمة المصالح العامة وليس لتحقيق الأهداف الشخصية.
ومن هنا ما زلت عند موقفي بأن ضعف الاتحاد السعودي لكرة القدم هو أيضاً ضعف للاتحاد العربي لكرة القدم ونحن اليوم بحاجة إلى تفعيل دور الاتحاد العربي لكرة القدم ليكون لاعباً رئيسياً في جميع الأحداث القارية والدولية وعمقاً مهماً وإستراتيجياً للتقريب بين الشعوب العربية، خاصة فئة الشباب، فكرة القدم ليست لعبة تنتهي مع صافرة الحكم وليست لعباً ولهواً ومضيعة للوقت كما ينظر إليها البعض لذا نحن بحاجة إلى تغيير الفكر الذي يتعامل مع الرياضة وكرة القدم وتغيير النظرة نحو الاتحاد العربي لكرة القدم واتحاد اللجان الأولمبية العربية اللذين من خلالهما نستطيع أن نقدم عملاً عربياً شبابياً يخدم المنطقة ومجتمعاتها ويعزز من التواجد العربي والخليجي في جميع المنظمات والهيئات والمؤسسات الرياضية في العالم.
كل ما نحتاج إليه اليوم هو أن نرسم الرؤية ونحدد الهدف ونستخدم الأدوات الصحيحة ونفعل العمل على أرض الواقع من خلال شخصيات قادرة على صناعة الفرق عملاً وليس قولاً، فما زالت أمامنا 10 أشهر لنستطيع من خلالها أن نرسم خارطة المستقبل، فالمهم أن نعرف أين نقف اليوم وأين سنقف بعد أربع سنوات.