|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





د. محمد باجنيد
لبيب
2015-12-25
هل ستكثر عندنا العيادات النفسية؟.. أم أن الحكمة هي التي ستزداد؟.. خذوا الحكمة ـ إذاً ـ من أفواه الصغار.
طالب الصف السادس الابتدائي (لبيب) هذا البرعم الصغير تعجب والده من إهماله في الدراسة.. قال له بعصبية: التقرير الفصلي يشير إلى انخفاض ملحوظ في مستواك.. ماذا حصل لك؟.. لو استمر هذا الانخفاض في المستوى فهذا يعني أنك ستتعثر كثيراً في دراستك، وهذا يعني أيضاً أنك لن تتخرج إلا متأخراً، وبالطبع ستفوتك فرص التوظيف.. ألا تريد أن تعمل وتصبح رجلاً، وتفتح بيتاً؟
كلام كبير.. يحمل أحلاماً طويلة.. عريضة.
ولكن الفتى الصغير (اللبيب) لم يقتنع بكلام أبيه.. أخوه (عبد الله) له ثلاث سنوات منذ أن تخرج من الكلية ولم يجد وظيفة حتى تاريخ هذا الحوار الساخن؟.. وابن عمه (صابر) طال صبره فمنذ أن تخرج من الثانوية وهو يدور على الشركات يبحث عن وظيفة مرضية تغطي على الأقل مصاريف الجيب والسيارة.. تغنيه عن مد يده لوالده عبد الباسط.
استعرض الصغير تلك الأجواء الكئيبة التي يعاني منها أقرب المقربين له ممن سبقوه إلى المصيبة قبل أن يلتفت إلى أبيه ويقول له بإيجاز: (وظائف ما في)، فلماذا أٌتعب نفسي يا أبي؟
هذه هي التبعات إذاً.. وهل ترانا نستطيع أن نحجب مشكلة كهذه من أن تلقي بظلالها على النشء.
سيبدو متكلفاً معلم اليوم حين يمارس دور سابقيه في الدعاية لتلك الوظائف التي كانت بالأمس تمثل احتياجاً ملحاً للبلد.. مهندس، طبيب، معلم... إلى آخر القائمة.. نعم حتى هذه التخصصات أصبح يعاني خريجوها اليوم من ندرة الوظائف، فما بالكم بتلك القائمة المنسدلة من التخصصات في حقول الإدارة والعلوم الاجتماعية والدينية والأدبية.. سيكون المعلم في وضع لا يحسد عليه لأنه لن يعدم من أن يجد في الصف طالباً من أمثال (لبيب) إن لم يكن كلهم (لبيباً).

[email protected]