|




د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
النصر.. للخلف در
2015-12-30
تتسابق الأندية في العمل على تطوير فرقها الرياضية وكل نادٍ له خطته وأسلوبه الخاص الذي يتبعه في هذا السباق والهدف واحد وهو الحرص على تحقيق نتائج مشرفة في نهاية الموسم الرياضي بالحصول على دوري جميل أو إحدى مسابقات الموسم والتأهل للمشاركة في نهائيات بطولة الأندية الآسيوية فتم اختيار أفضل المدربين وأفضل الطواقم المساندة وحرصت الأندية على استقطاب أفضل اللاعبين الأجانب بناء على دراسات ومعايير دقيقة ومشورات ناجحة وعميقة لدعم فريقها الكروي مما انعكس على جودة الأداء والمستوى الفني لهذه في المسابقات الرياضية وبذلك ارتفعت درجة المستوى التنافسي بينها واشتد السباق على التشبث بالصدارة وكل ذلك سببه التخطيط السليم للفريق وهذا ما نلاحظه على سبيل المثال لا الحصر في ناديي الأهلي والهلال بوجود لاعبين غير سعوديين يصنعون الفرق ويحققون ما يسمى في الاقتصاد القيمة المضافة ويحدثون تفوقاً بل يرجحون الكفة، وكما هو معلوم فإن اللاعب الأجنبي الكفء يشكل مع مجموعة الثلاثة الآخرين في الفريق قوة ٦٠٪ من الفريق‏ وفيما يتعلق بنادي النصر بطل النسختين السابقتين من دوري جميل يلاحظ طفرة واسعة في صفوف فريق كرة القدم من اللاعبين الوطنيين من كل اتجاه وفي مراكز الوسط والهجوم إلا أن المتابع يلحظ أن النادي يفتقد منذ سنوات عديدة إلى البصيرة النافذة في النادي التي تخطط لاستقطاب لاعبين غير سعوديين على مستوى محترف أسوة ببقية الأندية فيتم التعاقد عن طريق سماسرة همهم المال في ظل غياب الرؤية الثاقبة مع أنصاف لاعبين ذوي مستويات باهتة وبمبالغ كبيرة لدرجة أن لاعبي الاحتياط في صفوف نادي النصر أفضل منهم بكثير ويعزى ذلك إلى انفراد سمو الأمير فيصل بن تركي رئيس مجلس الإدارة بذلك القرار مع فريق تشاوري ثبت فشله في السنين الماضية في اختيار لاعبين أجانب يصنعون الفارق متناسياً سموه أهمية التخصص في هذا الجانب، فرغم وجود مجلس إدارة للنادي إلا أنه هو الظاهر في الصورة وكأن النادي يدار بشخص واحد والمتخصصون في المجال الرياضي وفي كرة القدم النصراوية نجوم يمكن الإفادة منهم يدركون أن السمة الرئيسة في الاستعداد بل الاستمرار في المنافسات بقوة وتوهج هي مشاركة المستشارين والخبراء الناصحين لوضع التصور على مدى طويل لمستقبل الفريق وعرض الفرص والتهديدات وعناصر القوة والضعف التي تواجه الفريق وليس الإعداد الوقتي قصير المدى لموسم أو موسمين وهذا يبدو ما عمل به رئيس النصر ولذلك استمر الفريق بهذا الوضع المتأرجح فهو يسير في طريق مجهول النتائج فليس من المقبول أن الفريق يعاني من سنوات من ضعف دفاعي واضح كان نقطة ضعف الفريق طوال مواسم سابقة بل نقطة عبور الفرق المنافسة إلى خطف بطولات كانت في يد النصر. وكذلك عدم وجود هداف متميز ووسط متقدم يجيد التصويب والعديد من المفاصل التي يحتاج إليها الفريق وقد ذكرها العديد من الخبراء المحبين ولقيت بكل أسف تجاهلاً من رئيس النصر الذي أعاد النصر بتوهج لكن ما لبث أن خبأ. العديد من الفرق التي تعمل للفوز بالدوري تحرص على تطبيق مبدأ ما يسمى (80 ـ 20) وجود أربعة أجانب متميزين أساسيين يصنعون الفارق ولهذا على سمو رئيس النصر مراجعة أوراقه ووضع مستشارين ثقاة وخبراء يدرسون حال الفريق ومدى تأثير ضعف التعاقدات ويجلبون لاعبين محترفين ومؤثرين ويرشدون عملية التعاقد مع أي لاعب سعودي أياً كان هذا تحد كبير للأمير فيصل إن أراد فريقاً ينافس لسنوات قادمة على كل البطولات وما زلنا نكرر بصوت عالٍ بأن سموه لن يستطيع أبداً أن يقوم بجميع الأدوار الإدارية والمالية والفنية دون فريق تشاوري ثاقب النظر غير مستشاريه السابقين الذين ثبت ضعف مشورتهم. والله الموفق.