|


سلطان رديف
حتى لا نعود لبرامج (الحشرات)
2016-01-03
مازلت على قناعة بأن الـmbc قادرة على إحداث التغيير في صناعة الإعلام الرياضي خاصة وهي اليوم وجهة المشاهد السعودي والخليجي والعربي كونها تمتلك أضخم منتج رياضي في الشرق الأوسط والأكثر إمكانيات وخبرة واستطاعت حتى الآن أن تقدم لنا مشاهدة ممتعة للمباريات دون أخطاء تستحق الذكر، ولكنها نازالت تسير في ذات الطريق الخاطئ الذي سارت عليه القنوات الرياضية السعودية وغيرها وهي اهتمامها بالمباريات وبرنامج يومي واحد لا يختلف عن البرامج التي عرفناها منذ سنوات في قنوات أخرى شكلاً وليس مضموناً، وهذا لن يجدي نفعاً ولن يجذب مشاهداً ولا معلناً، بل إن قنوات mbc pro قدمت حزمة برامج لا أجدها جاذبة بقدر ما هي سد فراغ لساعات البث، أضف لذلك تواجد الأستديوهات في دبي وأبوظبي بعيداً جداً عن ميدان الحدث وعناصره وأدواته، ولعلي اليوم لا أعرف الأخ وسام قطان ولم تربطني به علاقه ولكنني أعرف جيداً وأسمع وأتابع حرصه ورغبته في التطوير وتقديم كل جديد والعمل باحترافية وفق منهج رياضي بحت يحترم ذائقة المجتمع والمشاهد بعيداً عن التعصب وهو من خلال هذا المنهج قدم لنا شاشة نظيفة غير مبتذلة في طرحها، ولم يسر على نهج قنوات أغلقت بعد أن صدرت التعصب وكتب الحشرات والحيوانات التي صدمت المجتمع في ذلك الوقت وذهبت غير مأسوف عليها، وتلك هي الخطوط العريضة التي سمعتها من نائب رئيس مجلس الإدارة والمشرف العام لمجموعة الـ MBC علي الحديثي في مكتبه قبيل الشروع في عمل mbc pro وهذا يشعرني بأن هناك منهجاً وعملاً ورؤية ومصداقية والتزاماً بعيداً عن التنظير الذي يظهر ما لا يبطن.
اليوم نحن أمام تجربتين، الأولى قدمت لنا التعصب وصدرت المتعصبين وخلقت التنافر بين الجماهير والأندية بحجة جذب المشاهد ولم تنجح، ومنها من أقفل وأخرى في طريقها للاندثار بعد أن سئم المجتمع من صراخهم ليل نهار وأصبحت بطولات شخصية وسجالا وتصفية حسابات أكثر من كونها إعلاماً مسؤولاً يساهم في تطور المنظومة والتجربة الثانية قدمت شاشة نظيفة نبذت التعصب ولكنها لم تقدم محتوى متطورا يصنع الحدث ويعالج القضايا بحثاً وتحليلاً ويشكل الرأي ويقدم المعلومة بقالب محترف يعزز الثقافة الصحيحة لمعنى الرياضة ويخدم المصالح العامة ويخرج المشاهد من قوقعة الأندية إلى تحقيق مفهوم صناعة الرياضة بلغة التخصص.
لذا أعتقد أنه حان وقت التغيير، لأننا بحاجة لتقديم محتوى مختلف في زمن مختلف أصبحت فيه الرياضة صناعة واقتصادا وعمقاً مجتمعياً تتداخل مساندة للأمن والسياسة والصحة والتعليم، فالعمل الجماعي واستقطاب الأفكار والقادرين على إدارتها وتقديم المحتوى الذي يشبع رغبة المشاهد بمسؤولية هو التحدي المقبل، فليس المهم اليوم أن أقدم ساعات بث ولكن المهم أن أقدم ساعات محتوى باحترافية عالية وفق رؤية وهدف تحقق كافة المصالح، فأي محتوى لا يحقق مصلحة وطن أو يطور فكرا ويعزز ثقافة ويبني صناعة فلابد من إبعاده.