|


سلطان رديف
التغيير حكمة وليس كلمة
2016-01-17
التطور دائماً مربوط بالتغيير، فلا يمكن أن تطور المنظومة بدون إحداث تغيير يتناسب مع حجم التطور الذي تريد الوصول له، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما تولى مقاليد الحكم أصدر الكثير من القرارات التي تساهم في عجلة التطور من خلال تغيير الكثير من المؤسسات الحكومية ودمج أخرى وشكل مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ليكون المظلة العليا للتطور والتغيير، فالاقتصاد لا ينفك عن التنمية والعكس صحيح، ولأن التطور يحاكي المستقبل فعين ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيساً للمجلس وهو الأمير الشاب إذا علمنا أن أكثر من 60% من سكان وطننا من الشباب، فبذلك تحقق المعادلة الصحيحة نحو التغيير والتطور بروح الشباب ولمستقبلهم فكان التغيير في شكله ومضمونه حكمة ملك لمستقبل وطن.
ما كان يصلح بالأمس لم يعد يصلح اليوم، والرياضة جزء مهم من نسيج المجتمع وحاضنة للشباب بل والمتنفس الوحيد لهم والأكثر جاذبية والأندية الرياضية بمكونها الحالي الذي يقوم على أساس أعضاء الشرف لابد أن ينتهي، فليس من المعقول أن تبحث عن الاستثمار وخلق الاقتصاد الرياضي والتطور في هذا الجانب ونحن نشاهد الأندية ترضخ تحت رحمة أعضاء الشرف وهم من يحددون مستقبل النادي ورئيسه، ولا شك أن الأنظمة واللوائح القديمة والجديدة لا تعطي مجلس أعضاء الشرف أي سلطة أو قرار بل هي للجمعية العمومية، ولكن الواقع يقول عكس ذلك تماماً في الكثير من الأندية، بل في بعض الأندية شخصية واحدة هي من تتحكم في هذا النادي أو ذاك وهذا بدون شك أحد معوقات التنمية في الأندية الرياضية، ولعلي أستغرب أن هناك أعضاء شرف يدعمون أنديتهم بالملايين قد تسجل بعضها ديوناً وبعضها هبات ولكن لنفترض أنها هبات أليس هؤلاء أعضاء الشرف تجارا وأصحاب مال وأعمال، فلماذا لا تصبح شركاتهم ضمن الشركات الراعية والمستثمرة والمعلنة في تلك الأندية؟ وبهذا يكون دعم النادي بشكل استثماري صحيح وتحت بند المنافع المتبادلة التي تحقق دورة صحيحة للمال تنظيمياً وصرفاً ونفعل من قوة ورقابة الجمعيات العمومية ويتم توعية المجتمع الرياضي بصلاحياتها وأهميتها لكي لا تذهب تلك الأموال على أشباه لاعبين أجانب ومدربين لا يتجاوز حضورهم الثلاثة والأربعة أشهر، فهناك ملايين الريالات تهاجر خارج الوطن بسبب الرياضة وكان الأولى أن تصرف في صناعة الرياضة والرياضيين محلياً، ولعل الوقت حان اليوم لنعلن عن حل مجالس أعضاء الشرف فأغلب أعضاء الشرف أصبح دورهم اليوم سلبياً أكثر من إيجابيته، بل منصب عضو الشرف أصبح سبباً في الخروج نحو المنصات الإعلامية أكثر منه عملاً مؤثراً داخل النادي وعلى الساحة الرياضية ونستثني من ذلك قلة قليلة مازالت تعمل بشكل إيجابي. ولعلنا لو دققنا لأكثر مشاكل الأندية لوجدناها تبدأ وتنتهي من أعضاء الشرف، فأصبح من الضروري اليوم فك حصار أعضاء الشرف عن مجالس إدارات الأندية والجمعيات العمومية وفسح المجال للنظام أن يعمل بكل طاقته لكي نحقق تحولاً جذرياً في المنظومة ونحقق المصالح العامة بدلاً من الخاصة.